خبراء: حريق العتبة ظاهرة متكررة ويجب نقل الأسواق العشوائية وتطبيق القانون
أسماء صبحي
حذر مجموعة من الخبراء في وقت سابق من المخاطر الكبيرة المتعلقة بتواجد مخازن في مناطق مثل الموسكي والعتبة. حيث تم الكشف عن تخزين مواد خطرة وسريعة الاشتعال، مما ينذر بإمكانية وقوع كارثة. وعلى الرغم من تقديم حلول مقترحة من قبل خبراء ومناشدات للجهات المعنية بتنفيذها، لم يتم اتخاذ أي إجراءات، حتى حدثت الكارثة بالفعل. حيث اندلع حريق هائل في نفس المنطقة مؤخرًا، وأسفر عن إصابات وخسائر مادية تقدر بملايين الجنيهات.
شروط صارمة
ومن جهته، علق اللواء رضا فرحات، محافظ الإسكندرية والقليوبية الأسبق وأستاذ العلوم السياسية، على الحريق الأخير في الموسكي. مشيرًا إلى أهمية مراجعة تراخيص المخازن وشروطها، خاصة فيما يتعلق بتخزين المواد القابلة للاشتعال. وأكد فرحات أن الإهمال والأخطاء في تطبيق هذه الشروط قد تؤدي إلى كوارث تهدد حياة المواطنين وسلامة الممتلكات.
وأكد فرحات، على ضرورة وضع شروط صارمة لتراخيص المخازن لضمان أعلى مستويات الأمان والسلامة. تشمل هذه الشروط توفير أنظمة إطفاء حريق فعالة، تأمين مخارج طوارئ كافية، وتطبيق إجراءات السلامة بشكل دوري ومستمر. كما شدد على أهمية تخصيص أماكن خاصة لتخزين المواد القابلة للاشتعال، بعيدًا عن المناطق السكنية والتجارية المزدحمة.
وأشار فرحات إلى الاتهامات الموجهة للأحياء المحلية بالتقصير في إجراء حملات تفتيش دورية لمتابعة التزام المخازن بالشروط والمعايير المطلوبة. وأوضح أن غياب هذه الحملات يؤدي إلى تراكم المخالفات وزيادة خطر الحوادث. ودعا إلى تعزيز التنسيق بين الجهات المعنية لضمان فعالية هذه الحملات، وأكد على ضرورة فرض عقوبات رادعة على المخالفين وإغلاق المخازن غير الملتزمة.
حريق العتبة ظاهرة متكررة
وفي هذا السياق، يرى اللواء هشام الطويل، السكرتير العام المساعد السابق لمحافظة الإسماعيلية، أن حرائق منطقة العتبة ليست مجرد حادث عابر، بل ظاهرة تتكرر سنويًا بسبب ثقافة معينة تهيمن على هذه الأسواق الشعبية. وأوضح أن هذه الأسواق تدار بشكل غير منظم، حيث تتحكم فيها عائلات تخصص أماكن عرض البضائع للبائعين مقابل تحصيل يومي، مما يؤدي إلى تكدس بشري غير مخطط له وزيادة خطر الحرائق.
وأضاف الطويل، أن البضائع المخزنة في هذه الأسواق غالبًا ما تحتاج إلى مخازن، والتي تكون عادةً في فنادق شعبية أو عقارات متهالكة. تم تحويلها من استخداماتها الأصلية إلى مخازن تدر دخلاً لأصحابها، بغض النظر عن الأمان والسلامة العامة.
افتعال الحرائق
من جانبه، أوضح الدكتور بسام عزام، السكرتير العام المساعد السابق لمحافظة سوهاج، أن المخازن في المناطق التجارية بوسط القاهرة، مثل الموسكي والعتبة، تقع في مبانٍ قديمة تفتقر للاشتراطات التأمينية الضرورية. وأشار إلى أن هذه المباني غير آمنة لتخزين أي نوع من البضائع، وتفتقر للاشتراطات التي تقرها الإدارات الهندسية والحماية المدنية.
وأضاف عزام، أن الأمن الصناعي، التابع لوزارة القوى العاملة، هو الجهة المخولة بإجراء حملات التفتيش وإغلاق المنشآت غير الملتزمة بالمعايير. وأوضح أن بعض أصحاب المحلات والمخازن القديمة قد يلجؤون إلى افتعال حرائق للحصول على تعويضات تأمينية. مشيرًا إلى أن الأدلة الجنائية هي الجهة المختصة بتحديد أسباب الحريق بعد إجراء تحقيق شامل.
وختامًا، شدد عزام على ضرورة وجود وقفة جادة لمراجعة وتحديث إجراءات السلامة وتراخيص المخازن، لضمان حماية الأرواح والممتلكات. داعيًا إلى تطبيق القوانين بصرامة ومنع تكرار حوادث مثل حريق الموسكي.