المزيدتاريخ ومزاراتحوارات و تقارير
أخر الأخبار

حكاية حسبة برما

حكاية حسبة برما

كتب – محمود الشوربجي

من المؤكد أن كل إقليم يحرص على الحفاظ على تراثه وهويته وموروثه الشعبي. ويتناقلون هذا التراث من جيلٍ إلى جيل، حتى تنتقل المعرفة والأدب والحكمة والمثل بالكامل من الأجداد والآباء إلى الأبناء. وتبدو الأمثال الشعبية هي أحد أهم صور هذا التراث الشعبي.

واشتهرت القرى والنجوع المصرية بالأمثال الشعبية، والمقولات المأثورة التي تخفي وراء كل منها قصة، أو حكاية تسببت في المقولة، أو المثل، و”حسبة برما” إحدى هذه المقولات التي اشتهرت بها قرية برما وهي إحدى قرى محافظة الغربية.

وهي القرية التي وقعت بها أحداث القصة الشهيرة “حسبة برما” والتي صارت متداولة بين الناس، ومضرب المثل، والاسم الذي يطلق على أي مشكلة أو معضلة تقف أمام أي شخص كدليل على صعوبة حل هذه المشكلة.

وتعود القصة، كانت هناك فلاحة مصرية بسيطة تعمل في بيع البيض، وكانت كل يوم تقوم هذه الفلاحة بشراء البيض من أصحاب مزارع الدواجن ونقله عن طريق سلة كبيرة تضعها هذه الفلاحة فوق رأسها، وتقوم بنقلها إلى السوق لتبيع البيض، وذلك حتى تستطيع أن تكسب معاشها هي وأولادها، وفي أحد الأيام وأثناء قيام هذه الفلاحة بنقل البيض في طريقها إلى السوق لبيعه، اصطدمت بها دراجة كان يستقلها أحد الأشخاص مما أدى إلى اختلال توازن هذه الفلاحة، فسقطت السلة من على رأسها وتكسر كل ما فيها من بيض مرة واحدة، أخذ الرجل يعتذر للمرأة التي ظلت تبكي على مالها الذي ضاع.

وظلت المرأة تبكي وتولول على ضياع رأس مالها الذي تتكسب منه قوتها هي وأولادها، وتجمع المارة من حولها وجعلوا يخففون من وطأة الكارثة عليها، ويعدوها بالحل، ولكن عليها أن تهدأ أولًا، وبعد أن هدأت المرأة وعدها الجميع بتكفل الخسارة وتعويضها ولكن عليها أولًا أن تخبرهم عن عدد البيض الموجود بالسلة حتى يستطيعوا حساب الخسارة، فقالت لهم: إذا أحصيتموه بالثلاثة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالأربعة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالخمسة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالستة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالسبعة فلا يتبقى شيء.

حسبة برما

مما جعل الناس ينظرون إلى بعضهم البعض وكيف بهم أن يعرفوا حل هذه الحسبة الغريبة، حتى جاء أحدهم وأخبرهم عن الحل وقال لهم: أن العدد هو 301 بيضة؛ وإذا تمت قسمة هذا العدد على سبعة كما أشارت الفلاحة لن يتبقى شيء، بعكس ما إذا تمت قسمته على 3، 4، 5، 6 فإنه يتبقى دائمًا واحد، وعندما قام الناس بتجربة هذا الحل وجدوه صحيح، فالرقم عندما يقسم على سبعة لا يتبقى منه شيء، وإذا قسم على أي من الأرقام الأخرى فإنه يتبقى دائمًا واحد، فقام الناس على الفور بجمع المبلغ ودفعوه للفلاحة التي سعدت بحل مشكلتها وبيعها للبيض كله، وعادت إلى بيتها لأولادها وهي مطمئنة البال.

ومنذ ذلك اليوم أصبحت “حسبة برما”  مضرب المثل والاسم الذي يطلق على أي مشكلة أو معضلة تقف أمام أي شخص كدليل على صعوبة حل هذه  المشكلة مثل حسبة برما التي حيرت قرية بأكملها وصاروا يحسبونها بدون أن يتوصلوا للحل بسهولة، وصارت قرية برما أحد القرى المصرية التي وردت في الأمثال الشعبية القديمة. وذلك وفقًا لتقرير للكاتبة إيمان سامي جرى نشره في العديد من المواقع والذي يعد أكثرها دقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى