تاريخ ومزارات

تعرف على سر دفن المصريين القدماء في مقبرة سقارة

أميرة جادو

يعتبر “سقارة” هي حلم عالم الآثار، فهي موطن لعدد هائل من مومياوات مصر القديمة ومقابرها وحوالي عشرة أهرامات، في كل عام، يكتشف الباحثون اكتشافات جديدة في موقع سقارة، على رأسها أقنعة المومياء ، ولفائف كتاب الموتى ، وحتى ورش التحنيط ، ولكن لماذا أراد الكثير من المصريين القدماء أن يدفنوا هناك؟

سبب دفن المصريين القدماء في سقارة

وفي هذا الإطار، أوضح “نيكو ستارينج”، عالم المصريات والباحث في جامعة ليدن في هولندا، إن أحد الأسباب المهمة هو قربها من مدينة ممفيس، مشيرًا إلى أن سقارة كانت الجبانة الرئيسية المرتبطة بالعاصمة ممفيس، والتي ظلت إلى حد كبير مركزًا إداريًا عبر تاريخ مصر، بالإضافة إلى كونها مركزًا دينيًا رئيسيًا يحتفل بعبادات مجموعة متنوعة من الآلهة، وفقا لما نشره موقع ” livescience”.

كما أردف “ستارينج”: “يجب أن ينظر إلى سقارة على أنها جزء من البيئة الحضرية المعيشية الأوسع، لقد قام سكان ممفيس الأحياء بتشكيل وإعادة تشكيل المقبرة على مدى أجيال عديدة، وبالتالي كان تاريخ حياة كل من المدينة ومقبرتها متشابكًا بشكل وثيق.”

والجدير بالإشارة أن”سقارة” كانت تحظى بالاحترام لأن بعض الفراعنة المصريين الأوائل بنوا مقابرهم هناك، خلال الأسرة الثانية (حوالي 2800 إلى 2650 قبل الميلاد)، قام الفراعنة حتبسخموي ورينيب ونينتجر ببناء مقابر في الموقع، حسبما قالت لارا فايس ، الرئيس التنفيذي لمتحف رومر وبيليزايوس في ألمانيا.

الهرم المدرج في سقارة

علاوة على أن فرعون الأسرة الثالثة زوسر أشتهر ببناء الهرم المدرج في سقارة، كما قام العديد من الفراعنة الآخرين، مثل فراعنة الأسرة الخامسة أوسركاف وأوناس وجدكارع إسيسي، ببناء الأهرامات في الموقع.

ووفقًا لما نشره موقع ” livescience”، أشار “ستارينج”، إلى أنه أثناء دفن الفراعنة، قام عدد كبير من مسؤولي بلاطهم ببناء ما يطلق عليه بمقابر المصطبة في المناطق المجاورة لهم، موضحًا أن الأسباب لم تكن مخصصة للملوك فقط.

وحتى في عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 إلى 1070 قبل الميلاد)، وهو الوقت الذي كان يدفن فيه الفراعنة في وادي الملوك على بعد حوالي (483 كيلومترًا)، كان العديد من المسؤولين ما زالوا يريدون أن يُدفنوا في سقارة.

واختتم “ستارنج”، إن هذا حدث بسبب تاريخ الموقع وارتباطه بالآلهة المصرية، مثل سوكار، إله الموت ، وبينما كان الملوك يدفنون في وادي الملوك بطيبة، قام أهم إداريي المملكة ببناء مقابرهم على شكل معابد في سقارة، فكان يعتبر مقرا لمختلف الشخصيات البارزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى