المزيد

في ذكرى رحيله.. هل ورث الخديوي توفيق ملكا منهارًا؟

تمر اليوم ذكرى رحيل الخديوي توفيق، الابن الأكبر للخديوي إسماعيل، وسادس حكام مصر من الأسرة العلوية، الذي تولى حكم مصر والسودان بين عامي 1879 و1892م. توفي الخديوي توفيق في 7 يناير 1892، بعد أن خلف والده في الحكم إثر تنحي الأخير.

 بداية عهد جديد

وفقًا لما ورد في كتاب “قصة الدستور المصري” لمحمد حماد، تولى الخديوي توفيق الحكم في 26 يونيو 1879، بعد خلع والده الخديوي إسماعيل. جاء هذا القرار ببرقيتين سلطانيتين، الأولى موجهة للخديوي إسماعيل لإبلاغه بالتنحي، والثانية للخديوي توفيق بتعيينه حاكمًا جديدًا لمصر. عندما أبلغ إسماعيل ابنه بالقرار، عبّر عن أمله قائلاً: “أتعشم ألا تنسى أنني والدك”. بعدها توجه إلى جناحه الخاص متأثرًا بالموقف.

كانت نصيحة القنصل البريطاني أولى المؤثرات على حكم توفيق، حيث نصحه بإبعاد أخويه الأميرين حسن وحسين، لما كانا يتمتعان به من حماسة لوالدهما. امتثل الخديوي لهذه النصيحة واتخذ قرار نفيهما، ليصبح هذا أول قرار رسمي في عهده.

الحركة الوطنية وتوقعاتها من توفيق

رغم ارتباط الخديوي توفيق ببريطانيا، إلا أن الحركة الوطنية آنذاك كانت تأمل منه استمرار نهج والده. كان توفيق يحظى بعلاقات وثيقة مع الأقطاب السياسية وكان من تلاميذ جمال الدين الأفغاني، مما زاد الآمال بإصلاحات سياسية ودستورية.

استقالة شريف باشا وإعادة تشكيل الوزارة

عقب تولي توفيق الحكم، قدم شريف باشا استقالته من رئاسة النظار، اتباعًا للتقاليد السائدة عند تغيير ولي الأمر. عهد توفيق إلى شريف باشا تشكيل وزارة جديدة، مع توجيهات واضحة بتوسيع دور مجلس شورى النواب. وجاء في خطاب التكليف:
“ولعلمي أن الحكومة الخديوية يلزم أن تكون شورية ونظارها مسئولين، فإني اتخذت هذه القاعدة للحكومة مسلكًا لا أتحول عنه.”

تميز عهد الخديوي توفيق بالتحديات السياسية والتدخلات الأجنبية، لكنه أيضًا كان فترة تحولات هامة في مسار الدولة المصرية. رحل توفيق تاركًا بصمة لا تُنسى في تاريخ الأسرة العلوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى