حوارات و تقارير

بداية الاحتفال بشم النسيم في مصر القديمة.. وهذا سر تسميته

أسماء صبحي

“شم النسيم” أو “عيد الربيع” الذى يحتفل به العالم كله على اختلاف شعوبه وأديانه وعقائده. بمختلف مسميات العيد من عيد الربيع إلى عيد النيروز في الشرق أو الايستر فى الغرب. هو هدية مصر مهد الحضارات ومهبط الأديان إلى مختلف شعوب العالم القديم والحديث. وجميع مايرتبط بالاحتفال بعيد الربيع من عادات وتقاليد اجتماعية أو طقوس وعقائد ترجع جذورها إلى أعماق تاريخ مصر.

بداية الاحتفال بشم النسيم

ترجع بداية الاحتفال بشم المسيم إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام. أي نحو عام (2700 ق.م)، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية. وترجع تسمية “شم النسيم” بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية “شمو”. ثم فى القبطية شوم swm تعني “بستان”، و”نيسيم” `nnicim تعنى الزروع. فتصير الكلمة “شوم إن نسيم” بمعنى “بستان الزروع”.

هو عيد يرمز عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان. أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون، وفيه يحدث الانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس في برج الحمل. فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم – قبل الغروب –؛ ليشهدوا غروب الشمس. فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم.

يتحول الاحتفال بعيد “شم النسيم” – مع إشراقة شمس اليوم الجديد – إلى مهرجان شعبي. تشترك فيه طوائف الشعب المختلفة، فيخرج الناس إلى الحدائق والحقول والمتنزهات. حاملين معهم أنواع معينة من الأطعمة التي يتناولونها في ذلك اليوم، مثل: البيض، والفسيخ (السمك المملح)، والخَس، والبصل، والملانة (الحمص الأخضر).

رأس السنة العبرية

اتخذ اليهود ذلك اليوم عيدًا لهم، وجعلوه رأسًا للسنة العبرية. وأطلقوا عليه اسم “عيد الفِصْح” – وهو كلمة عبرية تعني: الخروج أو العبور – تيمنًا بنجاتهم، واحتفالاً ببداية حياتهم الجديدة.

وعندما دخلت المسيحية مصر جاء “عيد القيامة” موافقًا لاحتفال المصريين بعيدهم. فكان “عيد القيامة” – في يوم الأحد، ويليه مباشرة عيد “شم النسيم” يوم الإثنين.

استمر الاحتفال بهذا العيد في مصر بعد دخول الإسلام تقليدًا متوارثًا تتناقله الأجيال عبر الأزمان والعصور. ويحمل ذات المراسم والطقوس، وذات العادات والتقاليد التي لم يطرأ عليها أدنى تغيير منذ عصر الفراعنة وحتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى