خالد العناني يكتب التاريخ.. أول مصري وعربي يقود اليونسكو بأغلبية ساحقة في انتصار ثقافي يواكب ذكرى أكتوبر

شهدت مصر والعالم العربي حالة من الفخر والاحتفاء بفوز الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري السابق، بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في إنجاز وُصف بالتاريخي، تزامن مع احتفالات المصريين بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة.
فوز خالد العناني باليونسكو
وجاء فوز العناني، البالغ من العمر 54 عامًا، بأغلبية كاسحة خلال التصويت الذي أجراه المجلس التنفيذي لليونسكو يوم الاثنين، إذ حصل على 55 صوتًا من أصل 57 دولة، متفوقًا على منافسه الكونغولي فيرمان ماتاكو الذي نال صوتين فقط، وبهذا الفوز، يصبح العناني أول مدير عام عربي يتولى قيادة المنظمة الدولية للفترة الممتدة بين عامي 2025 و2029، وثاني مدير عام من القارة الإفريقية بعد السنغالي أمادو مبو الذي شغل المنصب بين عامي 1974 و1987، ليخلف المديرة الحالية أودري أزولاي من فرنسا.
وفي أول تعليق رسمي على هذا الحدث الكبير، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن فوز الدكتور خالد العناني يعكس مكانة مصر الحضارية وثقة المجتمع الدولي في قدرات أبنائها، مشيرًا إلى أن هذا الاختيار يعبر عن تقدير العالم للكفاءات المصرية التي تجمع بين العلم والخبرة والتفاني، وأضاف أن مصر تثق في قدرة العناني على تعزيز الحوار الثقافي وحماية التراث الإنساني في مختلف أنحاء العالم.
ولد خالد العناني في 14 مارس 1971 بمحافظة الجيزة، وتخرج في كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان عام 1992، ثم عُين معيدًا في الكلية نفسها عام 1993، وحصل على درجة الماجستير في علم المصريات عام 1996 عن بحثه حول معابد النوبة التاريخية، قبل أن ينال درجة الدكتوراه في التخصص ذاته عام 2001.
تولى العناني وزارة الآثار في مصر بين عامي 2016 و2019، ثم أصبح أول وزير يجمع بين حقيبتي السياحة والآثار بعد دمجهما عام 2019 وحتى عام 2022، وخلال مسيرته نال عددًا من الأوسمة والتكريمات الدولية، من بينها وسام الاستحقاق من بولندا عام 2020، ووسام الشمس المشرقة من اليابان عام 2021، وأخيرًا وسام جوقة الشرف الفرنسي برتبة فارس في سبتمبر 2024، وبعد خروجه من الوزارة، عاد إلى عمله الأكاديمي أستاذًا لعلم المصريات بجامعة حلوان.
وحظي فوز العناني بتأييد واسع داخل مصر وخارجها، حيث وصفه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بأنه نصر جديد لمصر في المحافل الدولية، مؤكدًا أن النتيجة تمثل دليلًا على الثقة العالمية في الخبرات الوطنية المصرية وقدرتها على التأثير داخل المؤسسات الأممية الكبرى.
انتصار جديد لمصر
من جانبه، اعتبر وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو أن هذا الفوز يتزامن مع ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، مؤكدًا أنه انتصار جديد لمصر في ميدان الثقافة والعلم يُضاف إلى سجل إنجازاتها التاريخية.
جدير بالذكر أن مصر كانت قد خاضت سباق الترشح لرئاسة اليونسكو ثلاث مرات سابقة دون أن تنجح، إذ رشحت عام 1999 الدكتور إسماعيل سراج الدين، ثم الوزير الأسبق فاروق حسني عام 2009، والسفيرة مشيرة خطاب عام 2017، قبل أن ينجح خالد العناني في تحقيق الحلم المنتظر عام 2025.
وفي أول تصريح له بعد فوزه، أوضح الدكتور خالد العناني أن الحملة الانتخابية استمرت نحو 30 شهرًا منذ أبريل 2023 وحتى يوم الاقتراع، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية المصرية أدارت الملف باحترافية عالية، بدعم من الوفد المصري الدائم في باريس و65 سفيرًا مصريًا حول العالم.
وقال العناني خلال لقاء تلفزيوني على قناة «القاهرة الإخبارية» إن النتيجة التي حققها تمثل شرفًا كبيرًا لمصر، وتعكس ثقة المجتمع الدولي في ترشيحه، مؤكدًا أن المصريين حين تتاح لهم الفرصة يثبتون قدرتهم على العمل بجدية واحترافية عالية، وأضاف أنه سيواصل جهوده حتى موعد التصديق الرسمي على فوزه في المؤتمر العام لليونسكو يوم 6 نوفمبر، على أن يتم تعيينه رسميًا في 15 نوفمبر 2025.
وختم العناني حديثه بالتأكيد على أن فوزه لا يُعد إنجازًا شخصيًا فحسب، بل هو انتصار للعالم العربي والإفريقي بأسره، مشيرًا إلى أن فترته المقبلة ستشهد زخمًا كبيرًا داخل المنظمة، مع التركيز على قضايا التراث الثقافي العربي والإفريقي، وتعزيز دور اليونسكو في نشر التعليم والسلام والتنوع الثقافي.



