تعرف على مقاومة رشيد في وجه الاحتلال البريطاني
بقيادة الجنرال ألكسندر ماكنزي-فريزر، دخلت الحملة الإنجليزية إلى رشيد خلال الحرب الإنجليزية المصرية الأولى، حيث شهدت المدينة مقاومة شجاعة من قبل أهاليها، بقيادة محافظها علي بك السلانكي. رفض أهل رشيد الهزيمة والاستسلام، فأذاقوا القوات البريطانية مرارة الهزيمة، وتكبدوا خسائر فادحة في القتال والأسر.
في سياق استراتيجي لاحتلال مصر، سعت القوات البريطانية للاستفادة من النزاع الدائر بين محمد علي باشا والمماليك. تم التواطؤ مع زعيم المماليك، محمد بك الألفي، الذي اتفق على خيانة مصر ودعم الحملة البريطانية. في المقابل، تعهدت إنجلترا بتأمين مصالح المماليك وتسهيل دخولها للاحتلال بمقابل فرصة للاستيلاء على الحكم في البلاد.
خلال الحرب، قاد الجنرال فريزر هجومًا من الإسكندرية إلى رشيد بهدف احتلالها وتحويلها إلى قاعدة عسكرية. كان عدد القوات البريطانية 1600 جندي، ومع ذلك، قرر محافظ رشيد علي بك السلانكي و700 جندي فقط مواجهة الهجوم بشجاعة للدفاع عن مصر.
وجنبًا إلى جنب مع حالة الفزع التي انتابت القوات البريطانية بعد هروب الجنود في الإسكندرية، قام الشيخ حسن كريت، بطل المقاومة الشعبية، بتحفيز أهالي رشيد للجهاد وتشجيع الجنود على مواجهة العدو. حذر من تكرار مشهد الهروب وأزاح المراكب المصرية من الشواطئ لمنع الفرار، وضمانًا لعدم وجود سبيل للاستسلام أو الانسحاب.
تم تحديد الأذان كإشارة للبدء في المقاومة. أمر الشيخ كريت بعدم التحرك أو إطلاق النار إلا بعد إشارته، واختبأ الجنود وسكان رشيد في الشوارع وعلى الأسطح. عندما دخلت القوات البريطانية المدينة ولم تجد مقاومة، ظنوا أنها ستستسلم. لكن عندما سُمِعَ الأذان “الله أكبر، حي على الجهاد”، تعرضوا لعاصفة من الرصاص، وأظهروا الجنود وسكان رشيد بسالتهم، حيث قتلوا وأصابوا العديد من قوات فريزر، وأسروا آخرين. بفضل شجاعة أهالي رشيد، تم إحباط المخطط البريطاني لاحتلال مصر، وانسحبت القوات البريطانية من الإسكندرية. وبهذا أصبح يوم 19 سبتمبر عيدًا قوميًا لمحافظة البحيرة.