لكل مهنة أسرار.. “على عوض” وحكايته مع العربة “الكارو”
أسماء صبحي
لم يكن هناك من وسائل انتقال للبشر والبضائع في المدن المصرية وخاصة القاهرة سوي الحنطور والعربة الكارو. وذلك قبل مائة عام أو يزيد، في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وعلى امتداد القرن التاسع عشر إلى بداية الخمسنيات منه.
أما الحنطور فقد اقتصر استعماله على الميسرين من البشر، وأما العربة الكارو فكانت تستعمل لشحن البضائع. وكان يستعملها الطبقات الفقيرة في الانتقال من مكان إلى آخر لرخص سعرها عن الحنطور. ولإمكانية تحميلها بعدد كبير من البشر يمكن أن يصل إلى عشرة.
حكاية علي عوض مع العربة الكارو
كان يقود هذه العربة (الكارو) العربجي، وكان علي عوض واحداً من هؤلاء العربجية. واستطاع أن يكون أسطولا من العربات الكارو حتى أنه صار شيخًا لهذه الصنعة في ثلاثينيات القرن الميلادي الماضي.
وكان لابد من أي عربجي أن يتتلمذ علي يديه ليعلمه فنون قيادة هذه العربة قبل أن يعطيه عربة وحمار ليعمل عليه مقابل أجرًا زهيدًا
كان علي عوض مشهور بشخصيته القوية وعدوانيته الشديدة في التعامل مع العربجية المنتسبين لمدرسته طلبًا لعلمه ومعرفته من أجل العمل لديه. لذلك لم يكن الأمر يخلو من الضرب والإهانة للعربجي المتدرب الجديد لديه. ومن هنا جاءت تسمية العربجي بـ “علي عوض” نسبة لشيخ الصنعة علي عوض.
مهنة الحنطور
ظهر الحنطور منذ أكثر من قرن، وكان أحد مظاهر الحياة في مصر بداية من عصر الملوك مرور بعصر الباشوات وحتى وقتنا هذا. ووقف صامدًا في وجه التقدم في وسائل النقل وظل موجودًا بين الأحياء الأثرية.
تحول الحنطور من وسيلة نقل في الماضي إلى مظهر سياحي حاليًا. لكن هناك المئات من سائقي الحنطور يعتبرونه مصدر رزقهم الوحيد. رغم المضايقات التي يتعرضون لها من الجهات الأمنية والمصاريف اليومية للحصان.