تاريخ ومزارات

الملكة نيتوكريس: أول ملكة فرعونية تحكم مصر

أسماء صبحي

تعد الملكة نيتوكريس من أبرز الشخصيات التاريخية الغامضة التي حكمت مصر خلال نهاية الأسرة السادسة في الدولة القديمة. ورغم قلة المصادر التاريخية التي تناولتها، إلا أن نيتوكريس تعتبر أول ملكة فرعونية تولت حكم مصر. مما يجعلها رمزًا للقوة والقيادة النسائية في العصور القديمة.

حياة الملكة نيتوكريس وصعودها للحكم

ذكرت نيتوكريس في كتابات المؤرخ الإغريقي هيرودوت. حيث أشار إلى أنها اعتلت عرش مصر بعد وفاة شقيقها الملك، الذي اغتيل في مؤامرة سياسية. جاء حكم نيتوكريس في فترة مضطربة من التاريخ المصري، عرفت بتراجع الاستقرار السياسي وانتشار الفتن بين الأمراء والنبلاء.

ورغم قصر فترة حكمها، نسبت إليها عدة إنجازات تشير إلى براعتها السياسية والإدارية. كما يعتقد أنها أشرفت على بناء مشاريع معمارية مميزة، من بينها قناة مائية لتعزيز الري وتحسين الزراعة. ويقال إنها قامت بتطوير نظام دفاعي لحماية مصر من غزو القبائل الأجنبية التي كانت تهدد الحدود الشرقية.

الجانب الأسطوري لشخصيتها

ما يجعل نيتوكريس شخصية استثنائية هو الغموض الذي يحيط بها. ففي روايات هيرودوت، يقال إنها انتقمت لمقتل شقيقها من المتآمرين عبر دعوتهم إلى وليمة ضخمة في قاعة تحت الأرض، ثم أغرقتهم بفيضان نهر النيل. ورغم عدم وجود أدلة أثرية تدعم هذه الرواية. إلا أنها تعكس صورة لملكة قوية وشجاعة لا تتهاون في مواجهة الظلم.

وفي تعليق على أهمية الملكة، قال الدكتور محمد عبد الرحمن شرف، أستاذ التاريخ المصري القديم: “نيتوكريس تمثل واحدة من الشخصيات التي تجمع بين الواقع والأسطورة في تاريخ مصر. ورغم قلة الأدلة الأثرية عنها، إلا أن دورها كأول ملكة تحكم مصر يسلط الضوء على مكانة المرأة في الحضارة المصرية القديمة وقدرتها على القيادة في أصعب الأوقات.”

وتابع: “اليوم، ينظر إلى نيتوكريس كرمز للمرأة القوية في العصور القديمة. ورغم التحديات التي واجهتها، استطاعت أن تترك بصمة في تاريخ مصر. سواء عبر إنجازاتها المادية أو قصتها التي ألهمت الأجيال اللاحقة”.

وأضاف شرف، أن الملكة نيتوكريس تمثل نموذجًا فريدًا للقيادة النسائية في مصر القديمة. وقصتها تجمع بين الحقائق التاريخية والأساطير، مما يجعلها واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للاهتمام في التاريخ المصري. كما أن البحث المستمر في آثارها قد يكشف يومًا المزيد عن هذه الملكة التي أبهرت العالم القديم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى