مفيدة عبد الرحمن: أول محامية مصرية وناشطة حقوقية
ولدت مفيدة عبد الرحمن في حي الدرب الأحمر بالقاهرة في 20 يناير 1914، لأسرة مصرية متدينة. تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة داخلية للبنات، ثم التحقت بمدرسة السنية الثانوية، وحصلت على البكالوريا عام 1934.
وفي عام 1935، تقدمت إلى كلية الحقوق بجامعة القاهرة، لتصبح أول امرأة مصرية تلتحق بهذه الكلية. تخرجت من الكلية عام 1939، وحصلت على ليسانس الحقوق بتقدير امتياز.
بعد تخرجها، بدأت العمل في مهنة المحاماة، لتصبح أول امرأة مصرية تمارس هذه المهنة في القاهرة. واجهت في بداية عملها العديد من الصعوبات والتحديات، حيث لم يكن المجتمع المصري آنذاك مهيئاً لتقبل وجود امرأة في مهنة المحاماة.
لكنها استطاعت أن تثبت نفسها في مهنة المحاماة، وأن تصبح واحدة من أبرز المحاميات في مصر. ترافعت مفيدة عبد الرحمن في العديد من القضايا المهمة، بما في ذلك القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
في الخمسينيات، عملت محامية دفاع في محاكمات سياسية مشهورة تتعلق بمجموعة متهمة بالتآمر على الدولة. ودافعت أيضًا عن حقوق العمال والمهمشين، وشاركت في العديد من الحملات الحقوقية.
في عام 1959، انتخبت عضوة في البرلمان عن دائرة الغورية والإزبكية (أحياء القاهرة). كانت نائبة نشطة لمدة سبعة عشر عاماً على التوالي. عملت في البرلمان على العديد من القضايا المهمة، بما في ذلك حقوق المرأة والطفل والأسرة.
كانت أيضًا ناشطة حقوقية بارزة. شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية حول حقوق الإنسان. كما أسست العديد من الجمعيات الحقوقية، بما في ذلك جمعية نساء الإسلام، التي كانت أول جمعية نسائية مصرية تدافع عن حقوق المرأة.
توفيت مفيدة عبد الرحمن في 3 سبتمبر 2002، عن عمر يناهز 88 عامًا. تركت مفيدة عبد الرحمن إرثًا كبيرًا من العمل الحقوقي والنضال من أجل حقوق الإنسان