مأساة الإمام العبقري شهاب الدين السهروردي: الفيلسوف الذي تحدى الجميع
الإمام الفاضل أبو حفص عمر بن كان فريداً في العلوم الحكمية، جامعاً للفنون الفلسفية، مبدعاً في الأصول الفلكية، فائقا في الذكاء، حسن الفطرة، فصيح البيان. لم يناقش أحداً إلا وتفوق عليه، ولم يجادل عالماً إلا وتجاوزه. رغم ذلك، كان علمه يفوق عقله.
من هو الإمام العبقري شهاب الدين السهروردي
في حديث عن شهاب الدين السهروردي، قيل إنه زار شيخنا فخر الدين المارديني مراراً وكان بينهما صداقة. كان الشيخ فخر الدين يصفه بأنه أذكى وأفصح شاب عرفه، لكنه كان يخشى عليه من تهوره واستهتاره وقلة تحفظه.
عندما غادر السهروردي المشرق متجهاً إلى الشام، وصل إلى حلب وناظر الفقهاء هناك. لم يتمكن أحد من مجاراته، مما أثار غضبهم. دعا السلطان الملك الظافر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب الأكابر من المدرسين والفقهاء للاستماع إلى مناظراته. أظهر السهروردي فضلًا عظيمًا وعلمًا باهرًا، مما جعله مفضلاً عند الملك الظاهر وقريباً منه. لكن هذا زاد من تشنيع الفقهاء عليه، واتهموه بالكفر وسعوا لدى الملك الناصر صلاح الدين لقتله، خوفاً من تأثيره الفاسد.
أصدر الملك صلاح الدين أمرًا بقتل السهروردي، الذي علم بمصيره واختار أن يحبس في مكان منعزل دون طعام أو شراب حتى وفاته. نفذ فيه هذا الحكم في قلعة حلب.
ترك السهروردي العديد من الكتب الهامة مثل “التلويحات اللوحية والعرشية”، “الألواح العمادية”، “اللحمة”، “المقاومات”، “هياكل النور”، “المعارج”، و”المطارحات”، و”حكمة الإشراق”.