تاريخ ومزارات

الجامع الكبير.. شاهد تاريخي على الوحدة السياسية بين المغرب والأندلس

أسماء صبحي

كان للوحدة السياسية التي حققها المرابطون بين الأندلس والمغرب أثراً فعالاً على الحضارة. إذ تمت عملية المزج والانصهار بين الحضارتين المغربية والأندلسية من خلال جلب المهندسين والصناع من الأندلس. معتمدين عليهم في إقامة منشآتهم العمرانية كالقصور والمساجد وأبدعوا فيها أيما إبداع.

وأنتجت هذه الوحدة فناً خليطاً بين الطابع المغربي والأندلسي العربي. ليظهر هذا المزج في جل المباني الأثرية في البلاد. ففتح المرابطون أبواب المغرب على مصراعيه أمام الحضارة الأندلسية فبدأت تظهر بالمدن المغربية والجزائرية. لتتجلى روائع الفن المغربي الأندلسي لهذا العصر في الأبنية خاصة الدينية بالجزائر كالجامع الكبير في الجزائر العاصمة.

مساجد الجزائر 

مدينة الجزائر العاصمة الجوهرة الشامخة على ضفاف البحر المتوسط. ألتي طالما أثارت مطامع الممالك الأوروبية قبل أن تغزوها فرنسا عام 1830 م.

يوجد بالمدينة حوالي 100 مسجد تعرض أغلبها للتهديم أو تم تحويلها إلى ثكنات عسكرية أو كنائس. وكتبت عائشة كردون في كتابها المساجد التاريخية في مدينة الجزائر. (إن جميع المساجد قد تم نهبها أو تم تدميرها بشكل كلي بحجة توسيع الطرق أو الحفاظ على النظام العام).

وتعرضت أبرز مساجد الجزائر العاصمة التي تعود إلى العهود المرابطية والموحدية والزيانية والعثمانية للتدمير الممنهج. أو تم تحويلها إلى كنائس وثكنات ومكاتب إدارية تابعة للفرنسيين.

الجامع الكبير 

الجامع الكبير  أو المسجد الأعظم كما كان يطلق عليه قديماً، أهم معالم إرث الدولة المرابطية. واحداً من أروع المساجد التاريخية في مدينة الجزائر العاصمة. وهو تراث تاريخي مذهل والأكثر جمالاً، عينة رائعة من العمارة المرابطية فشل المحتل الفرنسي في هدمه.

كما يعد من أبرز المعالم التاريخية الشاهدة على عصر الدولة المرابطية. ومن أقدم وأندر المساجد الأثرية التي بنيت في الجزائر التي تشهد على براعة المهندسين في الدولة المرابطية. ومن أجمل وأشهر المعالم التاريخية والدينية القليلة المتبقية من العمارة المرابطية التي خلفها سلاطين الدولة المرابطية.

يتمتع الجامع الكبير بمظهر جميل ومهيب ويتميز بهندسة معمارية أنيقة. وهو من المساجد التاريخية التي قاومت وظلت شامخة كمعلم متحدية الزمن.

تاريخ بناء المسجد

اعتمد المؤرخون في تحديد تاريخ بناء الجامع الكبير بالجزائر العاصمة على الكتابة المنقوشة على منبره. وتم اكتشاف هذا الأثر التاريخي في الجامع بعد 90 عاماً من الغزو الفرنسي للجزائر. وكان ذلك من باب الصدفة وهذا الأثر يثبت أن المسجد بني في عهد دولة المرابطين. وتحديداً في عهد السلطان يوسف بن تاشفين عام 1097 ميلادي.

ودولة المرابطين هي دولة إسلامية سنية أمازيغية ظهرت في المغرب العربي. وحكمت من العام 1056 إلى 1147 ميلادي. وفي عهد الدولة الزيانية تم تشييد المأذنة في العام 1324 ميلادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى