فنون و ادب

القانون آلة الموسيقى الشرقية التي جسدت عبقرية الفن عبر العصور

يعتبر القانون آلة موسيقية وترية لها تاريخ طويل ارتبط بالفن الشرقي والموسيقى الكلاسيكية، جاءت تسميتها من الإغريقية حيث كانت تشير إلى آلة وترية تدعى مونوكورد تستخدم لقياس نغمات السلم الموسيقي، ومع مرور الزمن أصبح القانون من أكثر الآلات اكتمالا في المنطقة الصوتية حيث يغطي ثلاثة أوكتافات مما جعله المرجع الأساسي للألحان والآلات الموسيقية الأخرى.

تاريخ آلة القانون

تتكون هذه الآلة من أوتار يعزف عليها بواسطة الريشة المصنوعة من قرن الحيوان والتي يتم تهذيبها بعناية لتصبح مرنة وتوضع بين باطن الإصبع والكشتبان وهو قطعة معدنية أسطوانية ترتدى في السبابة لتسهيل العزف، في العصور الوسطى لم يكن الكشتبان معروفا وكان العزف يتم مباشرة بالأصابع أو بمضراب صغير شبيه بمضراب العود.

يصنع القانون عادة من خشب الجوز ويأخذ شكلا شبه منحرف قائم الزاوية يتراوح طوله بين 75 و120 سنتيمترا وعرضه بين 33 و44 سنتيمترا وارتفاعه بين 3 و5 سنتيمترات، أما عدد أوتاره فيتراوح بين 36 و84 وترا لكنه غالبا يحتوي على 78 وترا كل ثلاثة منها تعطي نغمة واحدة، تشد الأوتار بشكل متوازي مع الصندوق الصوتي الذي يضم عدة أجزاء رئيسية مثل الرقمة وهي الإطار الخشبي الذي يقع على الجانب الأيمن، والفرس الذي يحمل الأوتار ويساهم في تضخيم الصوت، إضافة إلى الركيزة التي تربط الفرس بالصندوق الصوتي ومسطرة الملاوي حيث تثبت الملاوي الخشبية المسؤولة عن شد الأوتار.

يحتوي القانون أيضا على الآنف وهو الجزء الذي تمر عبره الأوتار قبل وصولها إلى الملاوي والشمسية وهي فتحات دائرية في الصندوق الصوتي تساعد على تضخيم الصوت والسرو وهي فتحة أخرى بالقرب من القاعدة الكبرى، من التحسينات الحديثة التي أضيفت للقانون العرب وهي قطع معدنية صغيرة تُستخدم لتقصير الأوتار أو إطالتها مما يسمح بتغيير الطبقات الصوتية دون الحاجة إلى إعادة ضبط الملاوي.

ظهر القانون في العصر العباسي وذكر في ألف ليلة وليلة وعدة مخطوطات عربية وفارسية، وتشير بعض القياسات القديمة إلى أن طوله آنذاك بلغ 81 سنتيمترا وعرضه عند القاعدة الكبرى 40 سنتيمترا بينما بلغ طول الضلع المائل 74 سنتيمترا وكان يحتوي على 64 وترا، في حين يعتقد بعض المؤرخين المصريين أن القانون تطور عن آلة الهارب الفرعونية إلا أن هذا الرأي غير دقيق نظرا لاختلاف الآلتين في الشكل وطريقة العزف.

انتقل القانون إلى أوروبا في العصور الوسطى عبر الأندلس وظل مستخدما لفترة طويلة حيث ظهر في العديد من المخطوطات واللوحات الفنية الأوروبية منذ القرن الثاني عشر الهجري، بينما تذكر بعض المصادر العربية والأجنبية أن الفارابي كان أول من طور القانون استنادا إلى وصفه في كتاب الموسيقى الكبير حيث تحدث عن آلة قديمة تشبهه بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى