أبو بكر الطرطوشي.. أحد أشهر علماء الأندلس وهذا مسجده في الإسكندرية
أسماء صبحي
أبو بكر الطرطوشي، هو أبو بكر محمد بن الوليد بن خلف بن سليمان أيوب القرشي القهري الطرطوشي. الشهير بـ “إبن أبي رندقة، ولد سنه 450 أو 451 في مدينه طرطوشة وإليها ينسب.
مدينة طرطوشة
مدينة كبيره من مدن الأندلس، وفي هذه المدينة الأندلسية الكبيره نشأ فقيهنا وعالمنا أبو بكر الطرطوشي. وفيها أمضى فتره طفولته وحداثة صباه، وفي مسجده الكبير تلقى علومه الأولى. وعندما شب عن الطوق رحل إلى مدن أندلسية أخرى يستزيد من العلم والمعرفه ويتصل بكبار العلماء والفقهاء.
وفي سنة 476 هـ ، غادر الطرطوشي وطنه متجها إلى المشرق لتأدية فريضه الحج، وقد استقر بمكه قليلاً يلقى بها بعض الدروس. ثم استأنف رحلته إلى بغداد وكانت المدرسه النظامية هناك في قلب الحركه العلمية والفكرية. ومن الرجال الذين تعاقبوا على التدريس بها الذي اخذ عنهم الطرطوشي. أبو إسحاق الشيراز، أبو بكر الشاش، أبو نصر بن صباغ.
وصوله إلى الإسكندرية
دخل أبو بكر الشام بعد أن أتم دراسته في بغداد، وكون لنفسه فلسفة خاصة تقوم على الزهد والسعي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كانت الإسكندرية عند وصول الطرطوشي إليها قادماً من الشام ومارًا برشيد وشيكه خروج من أزمات خطيرة حدثت في عهد خليفه المنتصر الفاطمي. وعندما علم أهل الإسكندرية بقدوم أبو بكر الطرطوشي اجتمعوا لتعيينه فقيهًا يعلمهم أمور دينهم. ثم اتجهوا إلى رشيد وكونوا وفداً من أعيانهم وفقائهم ليطلبوا منه الذهاب إلى الإسكندرية. حتى وافق وبدأ يدرس وينشر علمه على مذهبه (مذهب مالك).
توفي طرطوشي سنة 520 هـ، وجاء في النجوم الزاهرة وكان في السبعين من عمره. ودفن في مسجده في باب البحر. وقد توالت يد الإصلاح والتعمير على المسجد كما أن البحر قد طغى على معظم أجزائه.
مسجد أبو بكر الطرطوشي
يوجد الضريح الأن بحي الباب الأخضر، وهو باب الإسكندرية الغربي. زيتكون المسجد من بناء مستطيل الشكل به ثلاث صفوف من الأعمدة كل صف يتكون من عمودين تعلوها عقود مدببة. وتقسم صفوف أعمدة المسجد إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة والمسجد.
وهناك دور ثان يشغل ثلث مساحته تقريباً يعرف باسم (صندره)، وهو خاص بالسيدات. ويقع الضريح خلف قبلة المسجد مباشرة، ويحتوي على مقبرة الطرطوشي. ومقبرة تلميذه محمد الأسعد، بالضريح عمودان تيجانهما من طراز الكورنثي ولذلك فهما أقدم أجزاء الضريح.