قبائل و عائلات

عائلة الزمبيلي في الأقصر: تاريخ راسخ وحاضر مشرق

أسماء صبحي

تعد عائلة الزمبيلي من أبرز العائلات العريقة في محافظة الأقصر. والتي تركت بصمة واضحة في المجتمع المحلي عبر عقود طويلة من الزمن. حيث استطاعت العائلة أن تحافظ على إرثها العريق، وفي الوقت ذاته تواكب تطورات العصر، مما جعلها نموذجًا يحتذى به في الصعيد المصري.

وفي هذا المقال، نستعرض بالتفصيل تاريخ العائلة، دورها في المجتمع، أبرز شخصياتها، وأثرها المستمر في الحياة الثقافية والاجتماعية بالأقصر.

أصول عائلة الزمبيلي

تعود أصول العائلة إلى شبه الجزيرة العربية، حيث هاجرت بعض فروع العائلة إلى مصر منذ أكثر من قرن من الزمان. واستقرت العائلة في منطقة الزينية بحري شمالي محافظة الأقصر. وهي المنطقة التي أصبحت معروفة بوجود العائلة وتأثيرها الكبير في الحياة الاجتماعية والسياسية هناك.

ويقول الدكتور أحمد عبد الرحمن، الباحث في التاريخ الصعيدي، إن هجرة العائلات العربية إلى الصعيد لم تكن مجرد انتقال جغرافي. بل كانت رحلة لنقل الثقافة، العادات، والتقاليد التي أثرت بشكل عميق في تكوين الهوية الاجتماعية للمجتمع المصري.

ومنذ استقرار العائلة في الزينية، لعبت دورًا محوريًا في إدارة شؤون القرية. حيث تولى إبراهيم الزمبيلي منصب العمودية في بداية القرن العشرين. ليصبح رمزًا للحكمة والقيادة في المنطقة. كما عرف عن إبراهيم الزمبيلي قدرته على حل النزاعات القبلية بحكمة. مما أسهم في استقرار القرية وتهدئة الأوضاع في فترات التوتر.

ويعلق الحاج محمد الزمبيلي، أحد كبار العائلة حاليًا: “تولي جدنا إبراهيم العمودية كان بداية لمسيرة طويلة من الخدمة العامة. كما أن العائلة دائمًا ما كانت تسعى لنشر السلام وحل الخلافات بالود بعيدًا عن العصبية التي كانت منتشرة في بعض مناطق الصعيد.

العائلة والمجتمع

رغم انتشار ثقافة الثأر والعصبية القبلية في بعض مناطق الصعيد، حرصت العائلة على الابتعاد عن تلك العادات. وركزت جهودها على نشر قيم التسامح والتعايش السلمي. كما كانت العائلة دائمًا طرفًا فاعلًا في جلسات الصلح العرفي. حيث ساهم كبارها في إنهاء العديد من الخلافات التي كادت تعصف بالمنطقة.

ويقول الشيخ محمود العزايزي، من علماء الأزهر بالأقصر، إن عائلة الزمبيلي من العائلات التي ضربت مثالًا في التسامح وحل النزاعات بالحكمة بعيدًا عن العنف أو التصعيد. وهذا ما جعلها تحظى باحترام واسع في المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى