المزيدكتابنا
أخر الأخبار

لواء د. راضی عبد المعطى يكتب: دبلوماسية العمل السياسي والمجتمعى

لواء د. راضی عبد المعطى يكتب: دبلوماسية العمل السياسي والمجتمعى


قولاً واحداً العمل السياسي والمجتمعي علم وفن وفكر وإدارة، فهو بمثابة منظومة متكاملة ذات محاور شاملة وأداء متوازن عنوانه احترام وتقدير المواطن وحب الوطن والولاء والانتماء له، ولا يمكن بأي حال أن ينحصر العمل السياسي أو المجتمعي في لافتات التهنئة في المناسبات والأعياد ورعاية الدورات الرياضية بصورة تدعو للشك والريبة، لان الشعب المصرى ذكى بطبيعته ويفطن إلى الأمور المفاجئة التى تأتي فى المناسبات فقط ويرى أن وراءها مصلحة أو هدفاً آخر غير ما تحمله كلمات التهنئة أو التكفل برعاية الدورات الرياضية وغيرها..

وهذا يتناقض تماما مع كل معايير العمل السياسي والمجتمعي الصحية التي تستهدف بناء مجتمع متوازن وتتفاعل مع كل مشکلاته بصورة مؤسسية منتظمة على مدار العام غير هادفة إلى مصالح شخصية.

واعتقد أن الصورة المثلى للعمل المجتمعي الهادف إلى تقديم الدعم والرعاية للمواطنين هو التحالف الوطنى للعمل الأهلى الذي يضم جمعيات ومؤسسات خيرية تعمل على مدار العام وغير قاصرة على المناسبات فقط، ومنها جمعيات الأورمان ومصر الخير وصناع الخير وأبو العينين وغيرهم، والتي تعمل بصورة مؤسسية على مدار العام.

ولذلك فمن لديهم قناعة بفكر وفلسفة عمل الخير ودعم الأكثر احتياجا والمساهمة في بناء المجتمع، لابد أن يفصل تماما هذا عن ممارسة أي نشاط سياسي حتى لا يكون هناك ثمة إهانة أو استخفاف أو تقليل من شأن المواطن المصري، لأن الدولة المصرية بقيادتها السياسية حريصة كل الحرص على كل ما يحمى ويصون كرامة المواطن المصرى.

حقيقة القانون يكفل للجميع حق ممارسة النشاط السياسي والمجتمعى خاصة الترشح في الإستحقاقات السياسية، ولكن هناك معيار آخر يغيب عن البعض أو يتجاهله عمداً وهو الشروط المجتمعية التي يجب أن تتوافر فيمن لديه الرغبة والقدرة والرؤية والفكر مع الاحترام والتقدير لكل من يرغب فالجميع له قيمته وقدره في مجاله.

وحتى لا تكون المقومات المادية والوجاهة لاجتماعية هي المعيار الأول دون الحرص على مصلحة لوطن والمواطن والواقع المؤكد أن دبلوماسية العمل لسياسي والمجتمعي من الأدوات الأساسية التي يعتمد ليها أي مجتمع، في تعزيز التواصل الداخلي وبناء جسور لثقة بين مختلف فئات المجتمع.

حيث تعتبر دبلوماسية العمل السياسي والمجتمعي مجالاً شاملا يعكس سعي الدول الشعوب إلى تحقيق التنمية المستدامة، والأمن المجتمعي النمو القتصادي والواقع أن دبلوماسية العمل السياسي المجتمعي تركز على التعامل مع قضايا الداخل من خلال شراك المواطنين في اتخاذ القرارات وتعزيز المشاركة المجتمعية في مختلف المجالات.

وترتبط دبلوماسية العمل لسياسي والمجتمعي ارتباطا وثيقا ، فالمجتمع هو الأساس لذي يستند عليه النظام السياسي، وبالتالي فإن استقرار المجتمع يعكس استقرار النظام السياسي بما يشمل المشاركة الفعالة للمواطنين في الاستحقاقات السياسية، لأمر الذى يساعد في تحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز لديمقراطية وبناء الاستقرار السياسي.

وهنا يجب التأكيد على دور الأحزاب السياسية في تعزيز التعاون بين لفئات المختلفة للمجتمع. بما يساهم في صناعة دبلوماسية ناجحة تؤثر بشكل إيجابي على استقرار الدولة وتطورها. ولن يأتي ذلك إلا من خلال برامج فاعلة للأحزاب تستهدف رفع الوعي وتنمية مهارات الممارسة السياسية لدى منتسبيها. مع التأكيد على أهمية رفع قيم الولاء والانتماء للوطن وتعنى دبلوماسية العمل السياسي المجتمعي. استخدام الأنشطة المجتمعية لتعزيز الوعي العام، وبناء الثقة بين أفراد المجتمع وتعزيز دورهم في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم.

كذا تنظيم مشاركتهم فى الاستحقاقات السياسية، وخلق فرص المشاركة الاجتماعية، خاصة في ظل التحديات والأزمات الراهنة. التى تواجه الدولة سواء كانت تحديات وأزمات إقليمية أو دولية أو محلية. الأمر الذي يستدعى تضافر كافة الجهود لدعم مؤسسات الدولة المصرية وقيادتها السياسية. لأن العمل المشترك بين القوى السياسية والمجتمعية ليس فقط أداة للتقدم. بل هو أيضا ضمان للحفاظ على تماسك الأمة وقدرتها على الوصول لحلول مبتكرة وأكثر شمولا تساهم في تعزيز الثقافة الديمقراطية. وإرساء العدالة الاجتماعية، إضافة إلى مواجهة التحديات والأزمات بصورة أكثر تميزا وروابط أكثر تماسكا.

وختاما فإن دبلوماسية العمل السياسي والمجتمعى تعني في مفهومها العميق الكياسة والملاءمة وترسيخ ثقافة من الممكن. ولا تعنى بأي حال الخداع أو النفاق أو الاستهانة بقيمة المواطن. وتظل دائما وأبداً دبلوماسية العمل السياسي والمجتمعي عنصرا حيويا في بناء مجتمعات قوية ومستدامة. من خلال العمل المشترك بين الحكومة والمجتمع، مدعوما بالحوار المستمر. والتعاون الفعال لأحداث حراك سياسي ومجتمعي جيد من خلال آداء متوازن وفكر مستنير ووعى مجتمعي. وصولاً إلى منظومة متكاملة تستهدف مصلحة المواطن وتحترم وتقدر قيمة الوطن وتعمل على تحقيق المصلحة العليا للبلاد. والترفع شعاراً وواقعا بأن الجمهورية الجديدة التي اطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عنوانها المواطن أولا.

حفظ الله مصر وحمي شعبها العظيم وقائدها الحكيم..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى