الجبانة الأثرية بكفور الرمل: كنز تاريخي في قلب المنوفية

أسماء صبحي– تعد محافظة المنوفية من المحافظات المصرية الغنية بالمعالم التاريخية والأثرية التي تعكس تنوع الحضارات التي مرت على أرضها. ومن أبرز هذه المعالم “الجبانة الأثرية بكفور الرمل” الواقعة بالقرب من منطقة المحاجر في مركز قويسنا.
اكتشاف الجبانة الأثرية بكفور الرمل
تم اكتشاف الجبانة الأثرية خلال التسعينيات من القرن الماضي وتحديدًا بجوار منطقة المحاجر. ويضم الموقع مجموعة من المقابر التي تعود لفترات زمنية مختلفة، منها العصور الفرعونية، اليونانية، والرومانية. وجعل هذا التنوع الزمني الجبانة شاهدًا حيًا على تعاقب الحضارات في هذه المنطقة.
وخلال أعمال التنقيب، تم العثور على العديد من القطع الأثرية التي تعكس الحياة اليومية والمعتقدات الدينية للسكان في تلك الفترات. ومن بين هذه المكتشفات:
- الأواني الفخارية: التي كانت تستخدم في الطقوس الجنائزية وتخزين المواد الغذائية.
- التمائم والحلي: التي تعكس المعتقدات الدينية واهتمام المصريين القدماء بالحياة الآخرة.
- العملات المعدنية: التي تساعد في تحديد الفترات الزمنية للمقابر وتبادل التجارة في تلك الحقبة.
أهمية الجبانة في الدراسات الأثرية
تعتبر الجبانة الأثرية مصدرًا غنيًا للمعلومات حول تطور العمارة الجنائزية وممارسات الدفن عبر العصور المختلفة. كما أنها توفر نظرة عميقة على التفاعلات الثقافية بين المصريين القدماء والشعوب الأخرى خاصة خلال الفترات اليونانية والرومانية.
ويقول الدكتور أحمد عبد الرحمن، أستاذ الآثار بجامعة المنوفية، إن الجبانة الأثرية بكفور الرمل تعد من المواقع الفريدة التي تكشف عن طبقات متعددة من التاريخ المصري. كما إنها تقدم دلائل واضحة على التعايش والتفاعل بين الثقافات المختلفة التي مرت على مصر.
ونظرًا لأهمية الجبانة، تعمل الجهات المختصة على حماية الموقع وتطويره ليكون مقصدًا سياحيًا وتعليميًا. كما تجرى حاليًا أعمال بحثية وحفريات مستمرة للكشف عن المزيد من الكنوز الأثرية. مع مراعاة الحفاظ على الموقع من التأثيرات البيئية والأنشطة البشرية الضارة.
وتبرز الجبانة الأثرية غنى محافظة المنوفية بالتراث الثقافي والتاريخي. كما إنها ليست مجرد موقع أثري فحسب بل نافذة نطل منها على عصور مضت لنتعلم منها ونفهم تطور الحضارات التي شكلت تاريخ مصر العريق.