قلعة الركيات: حارسة التراث القطري في الشمال
أسماء صبحي – تعد قلعة الركيات واحدة من أبرز المعالم التاريخية في قطر، وتقع في شمال البلاد بالقرب من قرية الركيات. وتجسد هذه القلعة العمارة الدفاعية التقليدية التي كانت سائدة في المنطقة خلال القرون الماضية، وتعد شاهدًا حيًّا على تاريخ قطر العريق.
تاريخ قلعة الركيات
تشير الدلائل الأثرية إلى أن القلعة بنيت في القرن التاسع عشر. وكانت تستخدم لحماية مصادر المياه العذبة في المنطقة، والتي كانت تعد موردًا حيويًّا للسكان المحليين. كما تتكون القلعة من ثلاثة أبراج مستديرة وبرج مستطيل وتحيط بها جدران سميكة مبنية من الحجر والطين. مما يعكس أسلوب البناء التقليدي في ذلك الوقت.
ترميم القلعة
في إطار جهود دولة قطر للحفاظ على تراثها الثقافي، قامت الجهات المختصة بترميم قلعة الركيات بعناية فائقة مع مراعاة استخدام المواد التقليدية في عملية الترميم للحفاظ على أصالة الموقع. واليوم، تعد القلعة مقصدًا سياحياً وتعليميًا حيث تستقطب الزوار والباحثين المهتمين بتاريخ المنطقة وعمارتها التقليدية.
ويقول الدكتور محمد السليطي، أستاذ التاريخ والآثار في جامعة قطر، إن قلعة الركيات تعد مثالًا حيًّا على العمارة الدفاعية التقليدية في قطر. وتبرز أهمية القلاع في حماية الموارد الحيوية والمجتمعات المحلية في الماضي. كما إن الحفاظ على مثل هذه المواقع يسهم في تعزيز الهوية الوطنية ونقل التراث للأجيال القادمة.
وتقع القلعة على بعد حوالي 110 كيلومترات شمال الدوحة، ويمكن الوصول إليها عبر الطرق السريعة المؤدية إلى الشمال. كنا ينصح الزوار بارتداء ملابس مريحة وحمل الماء، خاصة خلال فصل الصيف نظرًا لارتفاع درجات الحرارة. وتوفر زيارة القلعة فرصة فريدة لاستكشاف التاريخ القطري والاستمتاع بجمال الصحراء المحيطة بها.
وتجسد القلعة تاريخًا غنيًّا يعكس حياة الأجداد في قطر وتذكرنا بأهمية الحفاظ على تراثنا الثقافي والمعماري. كما إن زيارة هذه القلعة ليست مجرد رحلة إلى الماضي بل هي تجربة تثري الحاضر وتلهم المستقبل.



