المشير أبو غزالة.. أحد أعمدة سلاح المدفعية بالجيش المصري
أسماء صبحي
المشير أبو غزالة، هو وزير دفاع مصر في أواخر عهد الرئيس محمد أنور السادات وبداية عهد الرئيس السابق حسني مبارك لعدة سنوات حتى سنة 1989. كما شارك في حرب أكتوبر 1973 قائداً لمدفعية الجيش الثانى.
من هو المشير أبو غزالة
هو محمد عبدالحليم أبو غزالة، ولد فى فبراير 1930م بقرية زهور الأمراء مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة لعائلة ترجع فى أصولها إلى قبائل أولاد علي. التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1949م حصل على إجازة القادة لتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتى سنة 1961م. كما تخرج من أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة وحصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة.
عمل على تطوير مدرسة المدفعية فى ألماظة، وكان وقتها برتبة لواء ورئيساً لأركان المدفعية. وعرف عنه مشاركته الجنود في لعب كرة القدم، وتدرج فى المواقع القيادية العسكرية قائد مدفيعة الجيش سنة 1973م ثم رئيساً لأركان إدارة المدفعية عام 1974م. ثم بعدها أصبح ملحقاً عسكرياً لمصر فى الولايات المتحدة حتى عين مديراً لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ثم وزيراً للدفاع والإنتاج الحربى وقائداً عاماً للقوات المسلحة سنة 1981م.
تمت ترقيته إلى رتبة مشير سنة 1982م، ثم أصبح نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربى وقائداً عاماً للقوات المسلحة منذ 1982م وحتى 1989م. عندما أقيل من منصبه وعين حينها مستشاراً لرئيس الجمهورية، وشهدت فترة ولايته لوزارة الدفاع المصرية عدة إنجازات ونجاحات سنتحدث عنها من خلال السطور القادمة.
تاريخ حافل
شارك في ثورة 23 يوليو 1952م، حيث كان من الضباط الأحرار، كما شارك في حرب 1948م وهو ما يزال طالبا بالكلية الحربية. وشارك فى حرب السويس ( العدوان الثلاثى ) وحرب الإستنزاف وحرب أكتوبر 1973 وكان قائد المدفعية فى بالجيش الثاني. لكن لم يشارك فى العدوان الاسرائيلي عام 1967م، حيث كان بالمنطقة الغربية وانقطع إتصاله بالقيادة وعاد ليفاجأ بالهزيمة.
حصل على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات والنياشين، وأقاله الرئيس المصري السابق حسنى مبارك من منصب وزير الدفاع سنة 1989. واعتبر الكثيرين القرار وقتها مفاجئة وفسره البعض على أن الغرض منه التخلص منه لتزايد شعبيته فى الجيش وتخوف مبارك من أن يقوم بإنقلاب عسكرى ضده. لكن المراقبين الغربيين يرون أن سبب إقالته هو تهريب أجزاء تستخدم فى صناعة الصواريخ من الولايات المتحدة الأمريكية (مخالفاً بذلك قوانين حظر التصدير) ومحاولات المسؤولين للحصول على تكنولوجيا الصواريخ الأمريكية بطريقة غير شرعية.
وأما عن صلة أبو غزالة بهذا الملف، كشفت تقارير صحفية صدرت عام 1987م أغضبت الدول الغربية عن برنامج لتطوير صواريخ بعيدة المدى بين الأرجنتين والعراق ومصر باسم كوندور-2.
إنجازات المشير أبو غزالة
الدبابة الأبرامز
استطاع مراوغة الولايات المتحدة الأمريكية بمناقصة دولية أقيمت من أجل إدخال دبابة قتال رئيسة بالإضافة إلى نقل تكنولوجيا تلك الدبابة. لم تدخل الولايات المتحدة المناقصة حتى لا تدعم مصر بدبابة الأبرامز المتطورة على حساب حليفتها إسرائيل وظناً منها أن دول أوروبا لن تدعم مصر في امتلاك دبابة قوية. لكنها فوجئت بالعديد من الدول تسعى للفوز بالمناقصة ومنها بريطانيا ودبابتها تشالينجر فقررت أن تعرض على مصر دبابة الأبرامز بنسبة إنتاج ومكون محلى محدودة على أن تزداد كلما تم تجديد التعاقد لزيادة العدد.قبلت مصر الصفقة وبهذا دخلت دبابة الأبرامز الأقوى عالمياً بالخدمة بالجيش المصري.
برنامج الصواريخ المصري
أسس برنامجاً سريا لصناعة الصواريخ الباليستية بالتعاون مع الأرجنتين وبدعم عراقى لمشروع برنامج صاروخ بدر 2000 ( كوندور 2 ). إلا أن المخابرات الأمريكية اكتشفت تهريب أجزاء تستخدم فى صناعة الصواريخ من الولايات المتحدة الأمريكية (خلافاً لقوانين حظر التصدير ). وحاول الحصول على برامج تكنولوجيا الصواريخ الأمريكية بطريقة غير شرعية. وتنسب له مقولة: “إننى لم أشعر يوماً باليأس لثقتى أن مصر العظيمة وإبن مصر العظيم إبن أحمس ورمسيس سينهض من كبوته”.
وأنشأ مصانع وزارة الدفاع ومنها مصنع “200” الخاص بتجميع الدبابة “أبرامز أ1” ومصنع “99” المتقدم. بالإضافة للمصانع الحربية والهيئة العربية للتصنيع وازدهر الإنتاج الحربى لمصر وزادت الصادرات العسكرية في عهده بشكل كبير.
هو صاحب فكرة إنشاء جهاز الخدمة الوطنية في القوات المسلحة وأنشأ مصانع المواد الغذائية لعمل الاكتفاء الذاتى للجيش والفائض يتم بيعه للجمهور بأسعار مخفضة.
كما أنشأ أبو غزالة مشروع الخدمة الوطنية بعد أن رفضت فرنسا إعطاء مصر بعض الطائرات إلا بعد سداد أموال كثيرة لم تستطع مصر سدادها في هذا الوقت. فقام بإنشاء الجهاز لتوفير بعض المنتجات الزراعية وتصديرها لفرنسا مقابل الطائرات وبعد ذلك أنشأ المخابز لخدمة المواطنين.
فتح أبو غزالة مستشفيات القوات المسلحة لمعالجة المدنيين وأنشئت في عهده الهيئة العربية للتصنيع فى أعقاب الحرب العراقية الإيرانية والحرب بين روسيا وأفغانستان. حيث ازدهرت الصناعات الحربية المصرية وتصديرها للدول العربية والإفريقية
عن طمعه في الحكم، ذكر رئيس وزارء مصر الأسبق كمال الجنزورى فى مذكراته بعد أحداث الأمن المركزي، أنه ذهب إلى أبوغزالة 4 مسؤولين كبار وطلبوا منه تولى الحكم ورد عليهم: “أنا لا أطمع أن أكون رئيس جمهورية وليس لدى هذا الطموح كل طموحي أن تكون قوتنا المسلحة أقوى قوة بالشرق الأوسط”. وصرفهم أبو غزالة من مكتبه بهدوء ورفض هذا الكلام مطلقا.
حاولت جماعة الإخوان تحريض المشير على الترشح للانتخابات ضد رئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث ذكر اللواء محمد فريد حجاج في مذكراته وهو صديق مقرب للمشير إن جماعة الإخوان حاولت الاتصال بأبو غزالة عن طريق اللواء الراحل منير شاش. وكان من أقرب أصدقاء المشير ونقل له رغبة الإخوان أن يترشح “أبوغزالة” على منصب رئيس الجمهورية عام ٢٠٠٥م. وكان رد أبو غزالة الرفض التام والمطلق وقال: “لو جئت رئيسا بتأييد الإخوان لازم أنفذ كلامهم إذا ساعدت جهة مرشحا يصل للحكم لازم يدفع لتلك الجهة وأنا غير مستعد أن أخدم سوى مصر فقط”..