حوارات و تقارير

في العيد الـ 50 لنصر أكتوبر.. من هو صاحب فكرة استخدام طلمبات المياه التي أبهرت العالم 

أسماء صبحي

إنه اللواء مهندس أ.ح باقي ذكي يوسف، صاحب فكرة استخدام طلمبات المياه التي أبهرت العالم. ونجحت في تسهيل فتح التغرات في الساتر الترابي لخط بارليف الذي قال عنه اليهود إنه لا يمكن تجاوزه إلا باستخدام قنبلة نووية.

فكرة استخدام طلمبات المياه 

كانت الفكرة هي استخدام مضخات ماصة كبسة تسحب   مياه قناة السويس بقوة وتنهال على الساتر الترابي لخط بارليف. فحلّ بذلك معضلةً حار فيها كبارُ القادة العسكريين فى غرفة العمليات. حين كان فكرهم يتجه نحو الديناميت والنابلم والمدافع والصواريخ، لتفجير الساتر الهائل، فجاء الحل على لسانه.

استفاد من خبرته التى اختزنها بعد انتدابه للعمل فى السد العالي في أواخر الستينيات كرئيس لفرع المركبات برتبة مقدم فى الفرقة 19 مشاة الميكانيكية. كانوا يتوسلون الماء المضغوط من أجل تجريف جبال الرمال فى أسوان، ثم سحبها فى أنابيب، ومن ثم إعادة استخدام المياه المخلوطة بالطمي في بناء جسم السد العالي.

استلهم الفكرةَ، واستحضرها لحظةَ وقوف جيشنا المصري العظيم حائرًا أمام خط بارليف الذى شيّدته إسرائيل على الساحل الشرقى لقناة السويس، لمنع القوات المصرية من العبور. كانت فكرته سببًا فى تحطيم الحاجز العنيد، وفتح الثغرات لتعبر قواتنا من المشاة والمدرعات فتستولى على الحصون الإسرائيلية، وهو ما صنع الخطوةَ الأولى فى انتصارنا التاريخي على التى لا تقَهر، إسرائيل.

خط بارليف

جبالٌ ضخمةٌ من الرمال والأتربة المتكلّسة الصلدة، تمتد بطول قناة السويس فى نحو 160 كيلو مترًا من بورسعيد شمالاً، وحتى السويس جنوبًا. تقف على الضفة الشرقية للقناة، كانت هى العقبةَ الأكبر التى واجهت القوات الحربية المصرية فى عملية العبور إلى سيناء. خاصةً أن خط بارليف قد أنشئ بزاوية قدرها 80 درجة لكي يستحيل معها عبورُ المدرعات وناقلات الجنود.

و فى ساعة الصفر يوم 6 أكتوبر، شرع أبطال سلاح المهندسين في فتح 60 ثغرة في الساتر الترابي في زمن قياسي. وهو ما سمح بدخول المدرعات المحمّلة بالجنود والدبابات، فكانت الموجات المصرية الأولى التي اقتحمت سيناء ليعبر الجيش المصرى إلى الضفة الشرقية ما صنع مفاجأةً أذهلت عدوّنا الأبدي. وبعد نصرنا التاريخى  ترقى إلى رتبة اللواء، ومنحه الرئيسُ السادات نوطَ الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1974 تقديرًا لذكائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى