طقوس سيوية تزين احتفالات الحجاج بعودتهم من بيت الله الحرام
دعاء رحيل
الحج.. هو من أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة على كل مسلم قادر عليها مرة واحدة في العمر. وهو يتضمن أداء مناسك محددة في أزمنة وأماكن معينة، تقرب المسلم من ربه وتذكره بتاريخ إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. والحج هو أيضًا فرصة للتلاقي والتآخي بين المسلمين من شتى بقاع الأرض، والشهادة على وحدة الأمة والدين. وبعد أداء المناسك، يعود الحجاج إلى بلادهم، مستبشرين بغفران ذنوبهم وقبول حجهم. في هذه المناسبة، يحتفل الحجاج وأهاليهم بطقوس خاصة، تعبر عن فرحتهم وشكرهم لله. وفي هذا الموضوع، سنتعرف على بعض أشهر هذه الطقوس التي تختص بها قبيلة سيو في جنوب مصر.
وفي هذا السياق قال سلمان أبو الرجا أحد أبناء سيوة تتميز سيوة بالعديد من الطقوس التي تقيمها أثناء عودة الحجاج من بيت الله الحرام حيث تستقبل زوار النبي بالزغاريد والأغاني وغيرها من الطقوس التي نوضحها خلال الحديث التالي.
التنقطعت
التنقطعت هي من أشهر الطقوس السيوية في عودة الحجاج، وهي تشير إلى استقبال الحجاج بالزغاريد والأغاني والدفوف. تبدأ هذه الطقس قبل دخول الحجاج إلى قريتهم، حيث يخرج إليهم رجال ونساء وأطفال من قبيلتهم، مرتدين ثيابًا جديدة وزاهية، ومحملين بـ”الراية”، وهي عصا طويلة مزينة بأقمشة ملونة. ثم يستقبلون الحجاج بالزغاريد المفعمة بالفرح، والأغاني التي تثني على فضائل الحج والحجاج، والدفوف التي تضفِّى حماسًا على المشهد. كما يُقدِّمون للحجاج “الورود”، وهي باقات من الورود الطبيعية أو المصنوعة من الورق أو القطن، تعبر عن حُبِّهِم لَهُمْ.
ربط الراية
ربط الراية هو من أشهر الطقوس السيوية في عودة الحجاج، وهو يشير إلى ربط الراية التي استقبلوا بها الحجاج على باب منزلهم. تبدأ هذه الطقس بعد دخول الحجاج إلى قريتهم، حيث يتوجهون إلى منزلهم، مصحوبين بأهاليهم وأقاربهم وأصدقائهم، ومحاطين بالراية والورود. ثم يربطون الراية على باب منزلهم، معلنين عن عودتهم من الحج، ودعوة الجيران والزائرين للتهنئة والمشاركة في الفرحة. كما يُعلِّقون على الراية “التسبيحات”، وهي أوراق مكتوب عليها أسماء الله أو آيات من القرآن أو أدعية مختارة، تُعبر عن شكرهم لله وتضرعهم إليه.
وليمة الحج
وليمة الحج هي من أشهر الطقوس السيوية في عودة الحجاج، وهي تشير إلى إعداد وجبة غنية وشهية للحجاج وضيوفهم. تبدأ هذه الطقس بعد ربط الراية على باب منزل الحجاج، حيث يدخلون إلى منزلهم، ويستقبلون التهاني والتبريكات من الحاضرين. ثم يقدِّمون لهم “وليمة الحج”، وهي عبارة عن أطباق متنوعة من اللحوم والخضروات والأرز والسلطات والشوربات، تعدُّ خصيصًا لهذه المناسبة. كما يُقدِّمون لهم “الحلويات”، وهي عبارة عن أصناف مختلفة من الكعك والبسكويت والقطايف والكنافة والبقلاوة، تزَّيَّن بالعسل والفستق والزبيب. تعد هذه الطقس رمزًا للكرم والضيافة بين أفراد المجتمع، وكذلك للاستمتاع بنِعَمِ الله.