مشروب الأبريه في رمضان.. تراث نوبي يجمع الأهل والجيران في أسوان
أسماء صبحي
في كل مجتمع داخل مصر، تنتشر عادات وتقاليد مرتبطة بشهر رمضان المبارك. تتعلق بتناول الطعام والشراب وطريقة إعدادها، بهدف الاحتفال بقدوم هذا الشهر الكريم والاحتفاء به كما فعل أجدادهم.
وفي أسوان، تمتاز المجتمعات النوبية بتقديم بعض الأطعمة والمشروبات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان المبارك. حيث يجتمع سكان هذه المنطقة في القرى والأحياء المختلفة لإعداد هذه الأطعمة والمشروبات بشكل جماعي، وسط فرحة وتهليل بقدوم الشهر الكريم.
مشروب الأبريه
ومن بين هذه الطقوس في النوبة، يأتي إعداد مشروب “الأبريه” الذي يكاد يكون حاضرًا في كل مائدة رمضانية في بيوت النوبة وشوارعها. ويتمتع هذا المشروب الغذائي بشعبية كبيرة بين النوبيين في أسوان وباقي مناطق الجمهورية عمومًا.
ومن جهتها، قالت عبلة محمد، من سكان غرب أسوان، إن الأبريه هو مشروب نوبي مميز يتم تقديمه في مائدة الإفطار يوميًا في رمضان.ويعتمد عليه الصائمون لأنه يعزز القوة والتغذية للجسم. ويعوض النقص الغذائي الناتج عن فترة الصيام، وهناك طريقة خاصة لإعداده.
وأضافت عبلة، أن إعداد الأبريه ليس مجرد تحضير مشروب لرمضان فحسب. بل يعد أيضًا فرصة للتواصل والترابط بين الجيران والأهل والأحباب في النوبة. حيث يتجمع الجميع في بيت واحد من بيوت النوبيين، وتجلس النساء مع أطفالهن. وتأتي كل امرأة بأدواتها لتحضير الأبريه بكميات تكفي لكل أسرة من الأسر المجتمعة. ثم يتم استكمال هذا العمل في بيت آخر في اليوم التالي.
طريقة إعداده
وأوضحت أن مشروب الأبريه يتكون من فطائر رقيقة تصنع من الذرة الشامية التي تم طحنها وعجنها. وتستخدم في إعدادها مواد مثل الدقيق والماء والخميرة. بالإضافة إلى استخدام “الدوكة” النوبية وهي قطعة من الصاج الحديد المستخرى لتسخين الفطائر. ويتم تحضير العجينة وتركها تخمر لفترة من الوقت، ثم يتم تشكيلها إلى قرص صغير يشبه الفطيرة.
وتابعت: “بعد ذلك، يتم تسخين الدوكة على النار ووضع الفطائر عليها لتتحمص وتنضج بشكل جيد. ثم يتم تكسيرها لقطع صغيرة مع إضافة الماء البارد أو بعض الإضافات الأخرى مثل الليمون أو البرتقال أو غير ذلك من أنواع الفاكهة. ويقدم على الإفطار خلال شهر رمضان”.