عظمة “بشرية” تقود إلى مفاجأة صادمة.. هل فعلاً أسلافنا من آكلي لحوم البشر؟
أميرة جادو
تعتبر شكل الحياة قديمًا، من الأمور التي تثير فضول العديد من الأشخاص حول العالم، فإذا كنت منهم وتتخيل أن الحياة في الماضي البعيد كانت حالمة وشاعرية، فالأفضل لك أن تفكر مجدداً في ذلك، فحيث توصلت اكتشافات حديثة إلى دليل على أن أسلافنا القدامى كانوا من أكلي لحوم البشر على الأقل في بعض الأحيان.
أسلافنا كانوا يأكلون بعضهم البعض
وفي هذا الصدد، كشفت دراسة جديدة تم نشرها في دورية “Scientific Reports” المختصة في الاكتشافات الأثرية التي لم يلاحظها أحد من قبل، أن أشباه البشر القدماء قد قطعوا وأكلوا بعضهم بعضا.
وتم التوصل إلى هذه الاكتشافات الغير متوقعة، عقب العثور على علامات غريبة على عظم ساق يصل عمرها إلى 1.45 مليون عام، والتي تدل على أن العظم قد تم قطعه في الركبة بأسلوب يستخدم في تجريد اللحم، علاوة على آثار تشير إلى أن هناك قطة كبيرة تمضغه أيضاً.
وإلى جانب هذه الحقائق، التي تم التوصل اليها من خلال البقايا الموجودة في متحف “كيني”، فإن الموضوع مفتوح للنقاش والأقاويل، بداية من الأنواع الدقيقة للإنسان الذي تعود إليه العظام التي عثروا عليها، حيث اختلف البعض في ما إذا كان هو نفس النوع مثل البشر القدامى الذين قاموا بتقطيع الآخر.
ومن جهتها، أوضحت عالمة الأنثروبولوجيا القديمة بمؤسسة سميثسونيان، بريانا بوبينر، وهي أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة، “نحن نرى أن بعض أشباه البشر الذين يبرعون في استخدام أدوات تجريد اللحم عن العظم، هم السبب في تقطيع اللحم من ذلك العظم”.
وأضافت: “التفسير المنطقي لهذا، هو أنهم فعلوا ذلك لأكله”.
والجدير بالإشارة أن عظم الساق المثيرة للجدل، تم العثور عليها في منطقة توركانا في كينيا في عام 1970، على يد ماري ليكي، عالمة الأنثروبولوجيا الشهيرة.
وقد قامت “بوبينر”، بارسال بيانات بشأن العظام والعلامات إلى مايكل بانتي من جامعة كولورادو، وهو زميلها عالم الأنثروبولوجيا القديمة والمؤلف المشارك في الدراسة، لتشغيلها بواسطة قاعدة بيانات بها حوالي من 900 علامة معروفة من علامات الجزار والعظام والأسنان للتأكد من ما إذا كانت شكوكها صحيحة.
وبعد إدخال العظم إلى قاعدة البيانات، بحسب ما جاء في تقرير “سميثسونيان”، قرر الباحثين أن 9 علامات من أصل 11 علامة جاءت من أدوات حجرية، وأن علامتي العض جاءتا من قطة كبيرة، والتي أجابت على عدد من الشكوك.
اكتشاف مذهل
واعتقد الباحثون في هذه الدراسة أن العظم المذبوح يمكن أن يكون لأحد أفراد فصيلة الإنسان (Homo erectus) أو بارانثروبوس (Paranthropus boisei species)، بالرغم من عدم وجود إجماع على هذا الاعتقاد حتى الآن.
والجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يعثر فيها علماء الأحافير على دليل يثبت أن أسلافنا كانوا يأكلون بعضهم البعض، فإنه مع ذلك اكتشاف مذهل بالنظر إلى العمر الهائل لعظم الساق.