سبيل عبدالرحمن كتخدا بشارع المعز.. تحفة معمارية نادرة من العصر العثماني
أسماء صبحي
بدأت عمارة السبيل منذ فكر الخيرون من الناس في توفير مياه الشرب بصفة دائمة وتسبيلها للناس في الأحياء والطرقات والشوارع. والسبيل في العمارة الإسلامية يتكون من جزئين. جزء تحت الأرض وهو الصهريج المخصص لتخزين المياة اللازمة للسبيل. وجزء فوق الأرض يعلو الصهريج وهو حجرة التسبيل التي يتم فيها عمل أحواض التسبيل وتنقية المياه من الشوائب. وتتميز هذة الحجرة بوجود شباك أو شباكين أو ثلاثة في واجهتها يتقدمها أماكن توضع عليها كيزان ليشرب بها المارين في الشارع.
الأسبلة في العصر المملوكي
وتقول علياء داود، الخبيرة في التراث، أن العصر المملوكي تميز بالأسبلة الجميلة. وأغلبها كان ملحقًا بعمائر دينية مثل الخانقاوات والمساجد والمدارس. وبعضها شيد مستقلاً بذاته غير ملحق بمنشآت أخرى. وأجمل ما يميز عمارة الأسبلة في مصر هو الكتاب الذي يعلوها، فأغلب أسبلة القاهرة يعلوها كتاب خصص لتعليم الأطفال وخاصة الأيتام القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم.
وأضافت داود، أن الأسبلة قامت بدور حيوي في العصور التي شيدت فيها. حيث ساهمت في توفير مصدراً دائماً للمياه في وقت لم تكن قد ظهرت فيه شركات المياه ولا اخترعت الحنفية. كما أن هذة الأسبلة بما يعلوها من كتاتيب قامت بدور هام فى نشر التعليم. وحماية الكثير من أيتام المسلمين من الضياع والتشرد ووفرت لهم الكساء والغذاء والتعليم.
سبيل عبدالرحمن كتخدا
وأشارت إلى أنه من بين أشهر أسبلة القاهرة الاسلامية في العصر العثماني هو سبيل الأمير عبدالرحمن كتخدا بمنطقة النحاسين. والذي أختير موقعه بعناية فائقة، فهو يقع عند تلاقي شارعين. ويتكون السبيل من حجرة التسبيل وهي مربعة الشكل. بواجهتها الجنوبية والشرقية والغربية شبابيك تسبيل الماء، وبأرضية كل شباك حوض رخامي مستطيل.
وتابعت الخبيرة في التراث، إن أهم ما يميز هذا السبيل وجود تجميعات من البلاطات الخزفية عليها رسم للمسجد الحرام. ويعلو السبيل كتاب يتكون من حجرة مربعة يشغل أضلاعها الشرقي والجنوبي والغربي ثلاث بائكات ترتكز على أعمدة رخامية. ويغطي حجرة الكتاب سقف خشبي جميل به زخارف ملونة قوامها أطباق نجمية.
وأوضحت أن عمارة السبيل تدل على أثر العقيدة الإسلامية وروح الدين الإسلامي في توجيه الناس إلى أعمال الخير والبر..