“خبز المسيح” و”كعكعة محشوة عملات ذهبية”.. تعرف على أغرب عادات الاحتفال بـ “الكريسماس” في اليونان
أميرة جادو
تعد اليونان واحدة من الدول الأوروبية التي تتميز بتراث حضاري عريق وشهرة واسعة عبر العصور، ويفتخر الشعب اليوناني دوماً بتراثهم الغني، حيث يعتبر الصيام جزءاً من تقاليدهم الثقافية والدينية. اليونانيون الأرثوذكس يصومون أياماً عديدة على مدار السنة، بما في ذلك فترات ما قبل الأعياد الكبرى مثل عيد الميلاد والفصح، حيث تستبعد بعض الأطعمة كالحوم والجبن والبيض والزيت.
الصيام والأكل الصحي
ويعد الصيام عادة صحية تساعد على تعزيز الأكل الصحي، كما تشجع على استخدام المنتجات الزراعية المحلية. تظهر الوصفات التقليدية أن تناول البروتين النباتي يمكن أن يوازي البروتين الحيواني من حيث الفوائد الصحية. من أمثلة مصادر البروتين النباتي البقوليات، الحبوب، الأرز، والخبز.
تقاليد الاحتفال بعيد الميلاد
والجدير بالإشارة أن وجبة عيد الميلاد الرئيسية في اليونان هي لحم الخنزير، الذي يحتل مكانة خاصة على مائدة الاحتفال. يعود ذلك إلى أن اللحم كان يعد طعاماً فاخراً للأعياد فقط. تقليدياً، كانت العائلات تربي الحيوانات لتوفير منتجات الألبان والبيض، بينما كان استهلاك اللحوم محدوداً. وفي المقابل، كانت موائد الأغنياء تفيض بالخرفان، المعز، والدواجن.
في مناطق مختلفة من اليونان، ظهرت وصفات خاصة تعتمد على طبيعة المنطقة وموادها الأولية مع الحفاظ على القواعد والثقافة الدينية. في منطقة “إيفيا”، تحضر أكلة تسمى “بابس” باستخدام الأمعاء المحشوة بالكبد والطحال. لون الطحال يفسّر تقليدياً كرمز للحظ، حيث اللون النظيف يشير إلى الحظ الجيد.
بينما اللون الأصفر يعتبر نذير شؤم. في منطقة “زاغوروخوريا”، تعد فطائر “سبارجانا” ترمز إلى لفافات المسيح في المهد. أما في منطقة “دودكانيسا”، فيطهى محشي الكرنب المعروف بـ”يابراكيا”، حيث يمثل الكرنب الملفوف حول اللحم لفافات المسيح. وفي منطقة “ثراكي”، توضع تسعة أطباق صيامية غير مطبوخة ترمز إلى وفرة الغذاء على مدار السنة.
تحضير خبز المسيح
من أبرز تقاليد عيد الميلاد في اليونان تحضير “خبز المسيح” (خريستوبسومو)، الذي يُزين بعجينة على شكل صليب، كرمز للقوة الإلهية. يعتقد أنه إذا انقلب الخبز على الجانب الخطأ، فهذا نذير سوء للعام المقبل، بينما استقراره بشكل صحيح يشير إلى عام جيد.
حلوى عيد الميلاد
تتميز موائد عيد الميلاد اليونانية بأصناف عديدة من الحلويات مثل “تيغانيتس”، وهي فطائر بالعسل والنبيذ. يرمز العسل إلى الخيرات، بينما يرمز النبيذ إلى الخصوبة وتوسع العائلة. تُضاف أيضاً فواكه مثل الرمان والتفاح لضمان الصحة الجيدة للأسرة.
تشمل الحلويات الأخرى: “كورامبييذس” (كحك بسكر البودرة)، “ذيبلس” (بالعسل)، “ميلوماكارونا” (بالعسل والجوز)، والفطائر المحشوة بالجبن المحلي والمربى.
كعكة محشوة بعملة ذهبية
مع بداية العام الجديد، تُحضّر كعكة “فاسيلوبيتا”، التي تحتوي على عملة ذهبية. ووفقاً للتقاليد، يُعتقد أن من يعثر على العملة في قطعته سيكون محظوظاً طوال العام.
عيد الغطاس في اليونان
كما يحتفل بعيد الغطاس بتعميد المسيح وتبريك المياه. بعد القداس، يلقي الكاهن صليباً في البحر، ويتنافس الرجال على استعادته. يعتقد أن من يلتقط الصليب سيحظى بالحماية من الشر والمعاناة.
حاليًا، تزين المنازل اليونانية بشجرة الميلاد المستوحاة من تقاليد دول الشمال. أما التقليد اليوناني الأصيل فهو تزيين القوارب بالأضواء، رمزاً لأهمية البحر في حياة اليونانيين.