قلعة العريش..آثار من عبق التاريخ

دعاء رحيل
العريش مدينة شهيرة على ساحل البحر المتوسط عند فم وادي العريش. على نحو ميلين من الأول وميل من الثاني. وعلى نحو82 ميلا من رفح، و85 ميلا من القنطرة. وهي تشمل قلعة قديمة وبلدة صغيرة. وجبانة وآبارا وبعض الضواحي.
“قلعة العريش”
هي سور مربع تقرييا ارتفاعه نحو ٨ أمتار، وطول كل من ضلعيه الشرقية والغربية نحو ٧٥ مترا، وطول كل من ضلعيه الشمالية والجنوبية نحو ٨٥ مترا، وفي أعل السور ستة مزاغل لضرب النار. وفي كل من أركانه الأربعة برج، وعلى كل برج مدفع من مدافع كروب، وفي أسفل كل برج قبو لخزن القنابل والجبخانة، وبناء القلعة بالحجر الرملي الصلب. وكان يحيط بها قديما خندق متسع قد ردم الآن، ولم يبق إلا أثره.
والقلعة قائمة عل تلة مرتفعة جنوبي البلدة نشرف عليها، وقد سفت الرياح الرمال من الجنوب، وأقامتها كثبانا أعى من القلعة. وهي قريبة جدا من البلدة، حتى إن بابها يفتح إلى سوق البلدة، وهو باب عظيم بقنطرة مصفح بالحديد والصلب، علوه نحو خمسة أمتار، وعرضه ثلاثة أمتار ونصف متر.
“خدمات القلعة”
وإلى جانبي الباب من داخل السور ثلاث غرف؛ غرفة إلى يمين الداخل، وفيها بوليس القلعة، وغرفتان إلى شماله، وفيهما خزنة المحافظة ودفاترها القديمة، وفي صحن القلعة بناء واسع بطبقتين، الطبقة العليا منزل للناظر ومفتش المحافظة، والطبقة السفلى ديوان لكتاب المحافظة، وإلى الجانب الشرقي من السور مكتب الناظر والمحكمة الجزئية، ومكتب التلغراف والبريد، وإلى الجانب الجنوبي منازل للبوليس ومصلى عرف بالمصلى العباسي وبين بناء الوسط وبناء الجنوب حديقة صغيرة، غرس فيها بعض الأشجار الظليلة، وبينها وبين بناء الشرق بئر مطوية بالحجر عمقها ثمان وثمانون قدما، وقطرها أربع أقدام، وماؤها مسوس يميل إلى الملوحة، ويستعمل للغسل وإرواء الحديقة.
وكان في صحن القلعة حوض أثري من الغرانيت الأحمر. له قاعدة هرمية الشكل طوله متر وسبعة سنتيمترات. وعرضه ٨٠ سنتيمترا، وارتفاعه ٦٠ سنتيميترا. وقد نقش على جدرانه الأربعة كتابة بالهيروغليفية موضوعها «الإله شو». قيل إن هذا الحجر نقل إلى القلعة في عصر مجهول، ولسبب مجهول من مدينة جوشن القديمة المعروفة الآن بسفط الحنة قرب الزقازيق. فبقي في العريش إلى أن نقلته مصلحة الآثار المصرية إلى متحفها بمصر القاهرة سنة ١٩٠٧.
وفوق باب القلعة ستة حجارة تاريخية من الرخام جعلت بعضها فوق بعض في خط عمودي.
تاريخ سيناء والعرب للكاتب نعوم شقير