لن تصدق القصة.. حكاية المثل “طباخ السم بيدوقه”
أميرة جادو
لكل مثل قصة او حكاية، حيث تعكس الأمثال الشعبية تجارب حياتية سابقة، إذ تستخدم للتعبير عن المواقف بطريقة مختصرة، وتحمل في طياتها معاني عميقة، ويعتبر مثل “طباخ السم بيدوقه” واحدًا من الأمثال التي تحمل في طياتها حكمة تحذر من مخاطر الإساءة والإيذاء للآخرين، حيث يشير إلى أن من يخطط لإيقاع الأذى بالآخرين قد يكون هو نفسه ضحية لما خطط له.
أصل مثل “طباخ السم بيدوقه”
في هذا الصدد، أوضح الدكتور عادل سالم، كاتب وباحث في الأدب الشعبي، إن مثل “طباخ السم بيدوقه” يستخدم للتعبير عن أن من يحفر حفرة لأخيه قد يقع فيها بنفسه”.
حكاية طباخ السم
وأضاف الباحث في الأدب الشعبي: “تعود قصة هذا المثل إلى حكاية عن سلطان كان يدير مملكته بالعدل والرحمة. لكن طمع بعض الأمراء في كرسي الحكم دفعهم إلى التآمر عليه، حيث عقدوا اجتماعات سرية بهدف الإطاحة به والاستيلاء على العرش بأي وسيلة ممكنة”.
عشاء عمل ينقلب لمؤامرة
وأردف “الباحث”، تمكن السلطان من اكتشاف مؤامرتهم الدنيئة، وقرر أن يلقنهم درسًا لا ينسونه. فأمر وزيره بدعوة هؤلاء الأمراء إلى عشاء عمل في قصره، حيث لم تتم دعوة أي شخص آخر. لكن السلطان كان قد خطط لمؤامرة مضادة، حيث اتفق مع رئيس الطهاة على إضافة أعشاب للطعام تسبب المغص والغثيان دون أن تكون قاتلة.
طعام الأعشاب القاتل
وصل الأمراء إلى العشاء وجلسوا على مائدة فاخرة مليئة بالأطباق الشهية، بينما تم تحضير طعام السلطان في غرفة منفصلة، خالٍ من الأعشاب المُضافة إلى طعام الأمراء. أثناء تقديم الطعام، أراد أحد الطهاة تذوق طعام السلطان للتأكد من مذاقه، لكنه تعرض لصفعة من رئيس الطهاة الذي قال له: “هو طباخ السم بيدوقه؟!”، ليُدرك الطاهي حينها أن الطعام يحتوي على الأعشاب ويشكر رئيسه على تحذيره.
أكل الأمراء من الطعام، وما هي إلا لحظات حتى بدأوا يشعرون بألم شديد في بطونهم، وظنوا أن نهايتهم قد حانت.
جزاء الخيانة.. ابتسامة الملك
ابتسم السلطان وارتسمت على وجهه علامات الرضا. ثم خاطب الأمراء قائلًا: “هذا هو جزاء من يخون السلطان. لن تموتوا، فلا داعي للخوف، لكن تذكروا هذا الدرس جيدًا”.