تاريخ ومزارات

مدينة شالي القديمة: حصن تاريخي في قلب الصحراء وأيقونة للعمارة الطينية

أسماء صبحي

تقع مدينة شالي القديمة في واحة سيوة بمحافظة مطروح، وتعد من أقدم المدن الطينية في مصر. تأسست المدينة في القرن الثالث عشر الميلادي، وكانت تستخدم كحصن دفاعي ضد الغزاة. حيث بنيت بالكامل من مادة الكرشيف، وهي خليط من الملح والطين، ما أكسبها متانة مدهشة تتناسب مع طبيعة الصحراء القاسية.

تصميم مدينة شالي القديمة

يتميز تصميم المدينة بأسلوب معماري فريد، حيث تتداخل المنازل بشكل متقارب لتوفير الحماية لسكانها. كما تضم الأزقة الضيقة والأبراج العالية التي كانت تستخدم للمراقبة. ورغم أن أجزاء كبيرة من المدينة تعرضت للتآكل بفعل الأمطار في القرن الماضي. إلا أن بعضها لا يزال قائمًا، مما يجعلها وجهة مميزة لمحبي التاريخ والآثار.

بالإضافة إلى دورها الدفاعي، كانت شالي مركزًا روحيًا لسكان واحة سيوة. حيث تضم بقايا مساجد قديمة مثل مسجد شالي الكبير. وتعتبر اليوم وجهة سياحية جذابة، يقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف تاريخها وجمالها الفريد. فضلًا عن كونها جزءًا من ثقافة سكان سيوة الذين حافظوا على تراثهم التقليدي.

ويقول الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن مدينة شالي تمثل نموذجًا رائعًا للعمارة البيئية التي تدمج بين الإنسان والطبيعة. ويجب الحفاظ عليها كجزء من تراثنا الثقافي.

التحديات البيئية

على الرغم من الأهمية التاريخية والثقافية للمدينة، إلا أن الموقع يواجه تحديات بيئية كبيرة تتعلق بتآكل المباني بسبب الأمطار والرياح الصحراوية. وتعتبر الأمطار الموسمية من أكبر التهديدات للمباني الطينية في المدينة، حيث تؤدي إلى تدهور الجدران والأسطح. لذلك، تبذل جهود كبيرة لترميم المباني والمحافظة على النمط المعماري الفريد للمدينة، باستخدام تقنيات ترميم متطورة مع الحفاظ على الطابع التقليدي.

ومدينة شالي ليست مجرد موقع تاريخي، بل هي أيضًا جزء لا يتجزأ من هوية وثقافة سكان واحة سيوة. حيث لا تزال المدينة القديمة تمثل مصدرًا رئيسيًا للفخر الوطني والموروث الثقافي للمنطقة. ومن خلال زيارة المدينة، يتعرف الزوار على أنماط الحياة التقليدية للسيويين الذين يعيشون في واحة سيوة. كما يكتسبون فهمًا أعمق لعاداتهم وتقاليدهم التي مرّت عبر الأجيال.

وفي السنوات الأخيرة، أصبح الحفاظ على المدينة يشمل أيضًا تطوير السياحة المستدامة، التي تهدف إلى تعزيز السياحة دون التأثير على البيئة أو التراث الثقافي. كما يهدف مشروع إعادة تأهيل المدينة إلى تعزيز الوعي البيئي من خلال تزويد الزوار بمعلومات عن طرق الحفاظ على المواقع التراثية والمشاركة في الأنشطة التي تساهم في حماية المدينة. وتعد مدينة شالي نموذجًا مميزًا لسياحة تراثية مسؤولة تسهم في تنمية المنطقة اقتصاديًا دون الإضرار بالموروث الثقافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى