توفى قبل 1750 سنة..من هو بابا نويل الحقيقي؟
أميرة جادو
يحتفل العالم خلال شهر ديسمبر الجاري وشهر يناير المقبل بأعياد الميلاد (الكريسماس)، التي ترتبط دومًا برموز مبهجة تملأ الأجواء فرحًا وبهجة، ويأتي على رأسها شخصية “بابا نويل” أو “سانتا كلوز”، بالإضافة إلى شجرة الكريسماس.
ورغم شهرة هذه الشخصية المرتبطة في أذهان الجميع بالرجل الذي يأتي في ليالي الكريسماس ليقدم الهدايا للأطفال، إلا أن وراء “بابا نويل” أو “سانتا كلوز” قصة حقيقية تختلف كثيرًا عما هو معروف عنه.
أصل شخصية “بابا نويل”
وفي هذا الإطار، كشفت الدكتورة ريهام عرام خبيرة التراث، أن قصة سانتا كلوز مستوحاة من حياة القديس نيكولاس، أسقف مدينة “ميرا”، الذي عاش في القرنين الثالث والرابع الميلادي. كان القديس نيكولاس يقوم بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين في الليل، دون أن يعلم أحد هويته، وتوفي في شهر ديسمبر.
وأشارت “عرام”، إلى أن الصورة الحديثة لسانتا كلوز تم تطويرها على يد الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور من خلال قصيدته “الليلة السابقة لعيد الميلاد” (The Night Before Christmas) التي كتبها عام 1823، لتصبح هذه الشخصية محبوبة في جميع أنحاء العالم، ويرتبط ذكرها برأس السنة الميلادية.
من هو القديس نيكولاس؟
والجدير بالإشارة أن القديس نيكولاس ولد عام 270 ميلادية في مدينة بتارا بمقاطعة أنطاليا، وهي ميناء على البحر المتوسط تابعة للإمبراطورية الرومانية. كان ينتمي إلى عائلة يونانية مسيحية ثرية، حيث كان والده يُدعى إبيفانيوس وأمه جوهانا، وعمه كان أسقفًا لبلدة ميرا.
وأردفت “خبيرة التراث”، أن “نيكولاس” ولد بعد سنوات طويلة من زواج والديه، لكنهما توفيا بالطاعون وهو في الثامنة من عمره، مما أدى إلى انتقاله إلى ملجأ للأيتام، وعندما كبر، ورث عن والديه ثروة كبيرة. إلا أنه اختار حياة الزهد والورع. في إحدى الليالي، علم عن رجل فقير في البلدة لا يستطيع توفير المال لتزويج ابنته. فقام القديس بوضع مبلغ من المال في كيس وألقاه من نافذة منزل الرجل الفقير.
وتابعت “الخبيرة”، أن القديس كرر نفس العمل مع الابنة الثانية، وعندما حاول الأب التعرف على صاحب العمل الخيري، اكتشف أنه القديس نيكولاس. طلب القديس من الأب عدم الإفصاح عن الأمر، لكن البلدة بأكملها عرفت بشخصية الرجل الطيب الذي يقدم الهدايا والنقود سرًا.
رسامته أسقفًا لبلدة ميرا
ولفتت “الخبيرة”، إلى أن القديس نيكولاس قد زار “الأراضي المقدسة” – مدينة القدس – ثم عاد إلى بلدة ميرا، حيث كان عمه أسقفًا. قرر كهنة البلدة أن أول كاهن يدخل الكنيسة في يوم محدد سيتم رسامته أسقفًا. كان نيكولاس أول من دخل الكنيسة للصلاة، وبذلك تم تعيينه أسقفًا للمدينة.
واستطرد ، أنه خلال فترة اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس، سجن القديس نيكولاس وتعرض للتعذيب. لكن تم إطلاق سراحه في عهد الإمبراطور قسطنطين العظيم. شارك القديس كممثل عن الكنيسة في مجمع نيقية عام 325، حيث تصدى لهرطقات الأسقف آريوس واعترف بالثالوث المقدس.
وفاة سانت كلوز الحقيقي
والجدير بالذكر أن القديس نيكولاس توفي عام 346 ميلادية بسبب الحمى. أصبح من بعدها رمزًا للاحتفالات التي بدأت في هولندا، ألمانيا، وسويسرا، قبل أن تنتقل إلى أمريكا. هناك، تحولت شخصية القديس نيكولاس إلى صورة الساحر الطيب الذي يرتدي الملابس الحمراء. ليُعرف باسم “سانتا كلوز”.