غزوة العشيرة: الحملة التي مهدت لمعركة بدر الكبرى
في جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة. كما قاد الرسول بنفسه غزوة العشيرة، في حملة تاريخية اتجهت نحو منطقة بطن ينبع. استمرت الغزوة طوال الشهر وبضعة أيام من جمادى الآخرة، قبل أن يعود الرسول إلى المدينة المنورة دون وقوع أي اشتباك. وفي غيابه، تولى أبو سلمة بن عبد الأسد مسؤولية المدينة.
تاريخ غزوة العشيرة
تعتبر غزوة العشيرة أولى غزوات النبي محمد بحسب زيد بن أرقم، حيث قادها الرسول على رأس 150 راكباً من المهاجرين، وهناك روايات تشير إلى أن العدد بلغ 200. لم يجبر النبي أحداً على المشاركة في هذه الحملة. وهدفها كان اعتراض قافلة قريش التي كانت تحمل أموالهم. وصل النبي إلى منطقة العشيرة، لكنها كانت قد فاتته، وكانت هذه القافلة ذاتها التي عادت من الشام لاحقاً وتسببت في اندلاع معركة بدر الشهيرة.
وفي هذه الغزوة، تحالف النبي مع بني مدلج وحلفائهم من بني ضمرة، دون أن يواجه أي مقاومة تذكر. خلال تلك الفترة، كنى النبي علي بن أبي طالب بأبي تراب عندما رآه نائماً على التراب، وهو لقب أصبح فيما بعد مشهوراً لعلي.
كما أورد المؤرخ الطبري في كتابه “تاريخ الأمم والملوك”، خرج النبي في هذه الغزوة يريد اعتراض قافلة قريش المتجهة إلى الشام. وقد حمل لواء المسلمين في هذه الغزوة حمزة بن عبد المطلب. وكانت هذه التحركات تمهيداً لمواجهة كبرى مع قريش في معركة بدر.
تظل غزوة العشيرة أحد الأحداث البارزة التي سبقت معركة بدر، حيث أظهرت براعة النبي في القيادة والتخطيط، وتوثيقه التحالفات التي كانت مفتاح النجاح في المعارك اللاحقة.