حوارات و تقارير

باحثة في الآثار تكشف تاريخ بناء “السرابيوم” في العصور القديمة

أسماء صبحي 

قالت نادية لطفي، الباحثة في الآثار المصرية، إن العجل أبيس كان الرمز الحي للإله بتاح إلى منف. وكان له معبد خاص في مدينة منف، وكان يحنط بهذا المعبد عند موته ويدفن باحتفال مهيب في مقبرة خاصة هي التي تسمى حالياً بالسرابيوم.

معنى السرابيوم

وتابعت لطفي، إن السرابيوم هو اسم يطلق على كل معبد أو هيكل ديني مخصص لعبادة إله الوحدانية سيرابيس. وهي عبادة مقدسة في مصر في العصر البطلمي أو الهيلينستي وفيه تجمع بين إلهين من آلهة مصر القديمة وهما أوزوريس وأبيس.

وأصافت لطفي: “كان هناك العديد من دور العبادة لهذه الديانة. وكان يطلق على كل واحدة منها باللاتينية Serapeum. ويعد سرابيوم سقارة أهم المقابر التي بنيت في منف، ويقع في مجمع مدافن العجل أبيس الذي كان مقدسًا في فترة الأسرات المصرية القديمة. ويوجد في منطقة سقارة بالجيزة ويعكس مظهر من مظاهر المعيشة للإله بتاح”.

وأشارت الباحثة في الآثار، إلى أن جميع العجول كانت مقدسة لدى المصريين القدماء ولكن هذا الاعتقاد ليس صحيحاً. فقد كان العجل المقدس له علامات وميزات خاصة فلابد أن يكون مولوداً من بقرة لم تلد غيره. ويقول المصريون القدماء أن وميض البرق ينزل من السماء على البقرة. ومن ثم يولد العجل أبيس الذي لابد أن يكون أسود اللون. وعلى جبهته علامة بيضاء مربعة الشكل، وعلى ظهره رسم نسر وفي ذیله شعر مزدوج وعلى لسانه رسم جعران”.

تاريخ إنشاء المعبد

وقالت: “يرجع تاريخ إنشاء معبد سرابيوم إلى عهد الملك أمنحتب الثالث (1390_1352 ق.م) الأسرة الثامنة عشر والعصر المتأخر أي في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وقد قام ابن رمسيس الثاني خمواس بحفر نفق في أحد الجبال منحوت على جوانبه محاريب يوجد بها نواويس العجول. ولذا فإن المدافن الأكثر قدماً للعجول المقدسة المحنطة والمحفوظة داخل نواويس. وقد بنى الملك إبسماتيك الأول نفق ثاني يبلغ طوله 350 متر وإرتفاعه 5 أمتار وعرضه 3 أمتار إستخدمه البطالة فيما بعد”.

وصف الدهاليز

وأوضحت لطفي، أنه عند الدخول من الباب الكبير نشاهد في الجدار المواجه للمدخل مشكاوات أو دخلات عديدة. كانت توضح فيها لوحات صغيرة كان يقدمها زوار قبر العجل المقدس. وإذا إتجهنا إلى اليمين نشاهد غطاء تابوت ضخم من الجرانيت الأسود ملقى على الأرض. وبعد ذلك بخطوات نجد التابوت نفسه الضخم الذي يملأ الممر تقريباً. ويبدو أن التابوت والغطاء تركا هكذا دون وضعهما في المكان المخصص لهما كبقية التوابيت نظرة لانتهاء عبادة الإله أبيس.

واختتمت حديثها قائلةً: “يعتبر التابوت الأخير على الجانب الأيمن من أجمل التوابيت في السرابيوم. إذ أنه مصقول صقلًا جيداً كما أنه عليه بعض النصوص. هذا وقد كشف أخيراً عن مدفن جماعي آخر منحوت في الصخر على بعد كيلو مترات من السرابيوم. وهو مخصص للبقر أمهات العجل أبيس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى