تصميم فريد.. معبد سيتي الأول يجمع بين معبدي المواكب والشعائر الجنائزية
أسماء صبحي
تولى سيتي الأول العرش بعد وفاة الملك رمسيس الأول، كثاني ملوك الأسرة التاسعة عشرة. باعتباره ابنًا شرعيًا ومختارًا من ملك حاكم، حيث كان مشاركًا لوالده في الحكم. لذلك تولى السلطة تلقائية على عكس الملكين الأخيرين من ملوك الأسرة الثامنة عشر. وقد اختار سيتي الأول لقب “مجدد الخلق” أو “باعث الميلاد” في سلسلة الألقاب الملكية.
بمجرد تولي الملك سيتي الأول الحكم، بدأ برنامج ترمیم شامل في كل معابد البلاد، وبصفة خاصة في طيبة. ثم قام بتشييد سلسلة من المعابد الجديدة في المراكز الرئيسة في البلاد (هليوبوليس ومنف وطيبة وأبيدوس). بالإضافة إلى العديد من الآثار الأخرى.
التكوين المعماري لمعبد سيتي الأول
يمثل تخطيط هذا المعبد استمرارًا لمراحل التطورات السابقة التي اختصت بها معابد طيبة في الأسرة الثامنة عشر. ويمثل وحدة معمارية تجمع بين معبد المواكب الخاص بالمعبود أمون. ومعبد الشعائر الجنائزية الخاصة بالملك. ثم أدخل عليه مجددًا أفكارًا قديمة وطرزًا معمارية مأخوذة من المعابد الجنائزية الملكية الملحقة بأهرام الدولة القديمة.
كان لمعبد سيتي صرحان من وراء كل منهما فناء كبير. وقد تهدمت حدود الفناءين الأماميين حتى الأساسات. ولم يبقى الآن إلا الجزء الداخلي للمعبد بأجزائه المقدسة.
شهد هذا المعبد أعمال حفائر عديدة، وكشفت هذه الحفائر عن بقايا أجزاء وأساسات المعبد. حيث أوضحت أنه كان يحيط بالمعبد سور مستطيل غير منتظم مبني من الطوب اللبن. كما كان يحرس السور في أركانه أربعة أبراج عالية، ويتقدم المعبد صرح ضخم مهدم الآن. وكان مبنيًا بالطوب اللبن ومكسو بكساء من الحجر الجيري الأبيض.
في الناحية الداخلية للصرح يوجد قاعدتان ضخمتان متقابلتان علي يمين ويسار البوابة. وكانتا بمثابة تمثالين بهيئة أبي الهول للملك سيتي الأول. وقد زينت كلتا القاعدتين بالمناظر التقليدية التي تصور الشعوب والمدن الأسيوية المقهورة في الشمال. ونظائرها الأفريقية في الجنوب. ويتقدم الصرح الأول الفناء الأول، وفي منتصف هذا الفناء يوجد طريق ممتد فيما بين الصرحيين الأول والثاني يعرف باسم “طريق المواكب”. ويوجد علي جانبي هذا الطريق أربعة لوحات ملكية اثنتان على كل جانب. وقد أقيمت هناك لتخليد ذكري كل من الملكيين (سيتي الأول، ورمسيس الثاني).
مداخل معبد سيتي الأول
تصور اللوحات الملك وهو يقدم القرابين ويتعبد للمعبود أمون والمعبود رع حور. وهذا الطريق السابق الذكر يقسم الفناء الأول إلى قسمين الأول شمالي والأخر جنوبي. يشغل القسم الشمالي من الفناء المخازن وورش المعبد. ويشغل القسم الجنوبي من الفناء قصر المعبد، والذي تهدم تماماً ولم يبق منه إلا الأساسات والواجهة فقط.
يوجد خلف الصفة الجدار الغربي والذي يحتوي على ثلاثة مداخل تؤدي لأهم أجزاء المعبد المقدسة. وهما المدخل الأوسط والمدخل الشمالي والمدخل الجنوبي.
المدخل الأوسط
يؤدي المدخل الأوسط لصالة مستعرضة مسقوفة يحمل سقفها ست أعمدة بشكل البردي. واتخذت تيجانها هيئة البردي المقفول، وعلى جدران الصالة صورت مناظر مثل طقوس وشعائر تقدمة القرابين الخاصة بعيد الوادي.
المدخل الشمالى
يؤدي المدخل الشمالي إلى مقصورة الشمس الخاصة بعبادة المعبود رع حور آختي. والتي تقع في الجهة الشمالية من المحور الرئيس للمعبد بالقرب من قدس الأقداس. وتتكون من فناء مفتوح يحتوي على عشرة أعمدة مستديرة في صفين. وفي منتصف هذا الفناء يوجد مذبح لمعبود الشمس.
المدخل الجنوبي
يؤدي المدخل الجنوبي إلى مقصورة “الأسلاف الملكية” أو معبد رمسيس الأول الجنائزي. وهو معبد صغير مخصص للملك رمسيس الأول كملك مؤله. والذي يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المحور الرئيس للمعبد بالقرب من قدس الأقداس.