باحثة في الحضارة تتحدث لـ “صوت القبائل” عن تطور الأدب في مصر القديمة
أسماء صبحي
يعتقد أغلب المصريين وغير المصريين أن الأدب الإغريقي هو أقدم أدب في التاريخ. لكن الحقيقة هي أن مصر لها أدب قومي أقدم من الأدب الإغريقي معلوم تاريخه من يوم أن نشأ إلى أن نما ووصل إلى نهايته. وهو أدب لا يقتصر على النقوش الفنية وتدوين الحقائق العلمية فقط. لكنه يتعدى ذلك إلى مؤلفات لها قيمة أدبية بحتة بدأت منذ 2000 سنة قبل الميلاد.
الأدب المصري القديم
وفي هذا السياق، تقول مسرة نبيل، الباحثة في الحضارة المصرية القديمة. إن الأدب المصري القديم يعد بوتقة تضم العديد من النماذج القصصية والشعرية. بما في ذلك النقوش على جدران المعابد والمقابر والأعمدة والمسلات. والحكايات والاساطير الدينية والفلسفية، والسير الذاتية، والتأريخات. والشعر والترانيم، والمقالات الشخصية وتسجيلات المحاكمات.
وأضافت مسرة، أنه بالرغم من أن هذه النماذج لا تصنف كأدب بالشكل الدارج، إلا انه قد تم تصنيفه هكذا في مصر القديمة. نظراً لتمتعه بالسمات الأدبية وبالأخص ابتداءً من عصر المملكة الوسطى.
وأشارت مسرة، إلى أن بداية ظهوره كانت منذ عصر الأسرة الأولى. وكانت تتمثل في كتابة السير الذاتية على مقبرة المتوفي. بالإضافة إلى قائمة توضح للأحياء القرابين التي تستوفيها زيارة المتوفي بانتظام. ثم تطورت نصوص السيرة الذاتية على جدران المقابر إلى فكره النصوص المدونة على جدران الأهرامات. والتي تتضمن فترة حكم الملك ورحلة نجاحه حتى وفاته. لافتةً إلى أن هذه التطورات حدثت في خلال عهد المملكة القديمة، وكانت تدون هذه الكتابات بالخط الهيروغليفي. ثم ظهرت بعد ذلك الكتابة الهيراطيقية وهي أسرع في الكتابة وأسهل في الاستخدام.
كتالوج الفضائل
وتابعت مسرة: “تطورت تلك المدونات الخاصة بالوفيات بظهور نوع من التدوين يسمى “كتالوج الفضائل”. الذي يختص بإبراز العمل الخير الذي قام بيه المتوفي في حياته. وعلى أساسه يقاس مدى استحقاقه لإحياء ذكراه وكان يدون شعراً. على عكس السيرة الذاتية التي كانت تدون نثراً.
وأوضحت الباحثة في الحضارة المصرية القديمة، أنه بعد ذلك ظهرت النصوص التدوينية على الأهرامات لكل من الأسرتين الخامسة والسادسة. والتي كانت مخصصة للسلالة الملكية، وتتضمن رحلة حياة الملك الدنيوية إلى جانب رحلته للخلود.
واختتمت حديثها قائلةً: “مع ظهور الدولة الحديثة تطور الأدب المصري واطلعنا على صفحات جديدة. فيها الغناء الرائع والغزل الطريف والقصائد بديعة الخيال. وبدأ اختلاط المصريين بغيرهم يصبح أقوى نتيجة الفتوحات التي قام بها الملوك فانسابت الألفاظ الأجنبية إلى مجرى اللغة المصرية”.