قبائل و عائلات

بعد معركة عين جالوت.. كيف انتهت أسطورة قبائل المغول ؟

أسماء صبحي 

نجح المغول في توحيد جميع قبائلهم والقبائل القريبة منهم. وانتشر المغول منذ القرن الثامن ميلادي في مناطق وسط آسيا وهضبة منغوليا ومناطق امتداد شمال القارة الآسيوية بين سلاسل جبال تيان شان والتاي. وفي مناطق سهوب الاستبس الآسيوية والأوروبية والتي تمتد من منطقة منشوريا إلى شبه جزيرة القرم. ويعد القرن الثالث عشر الميلادي من الفترات الحاسمة في تاريخ الوطن العربي والعالم الإسلامي عمومًا. فقد تعرض المسلمون للكثير من الأخطار المختلفة. وعلى رأسها كان الخطر المغولي الذي كاد أن يطيح بالأمة الإسلامية في المشرق.

وكانت قبائل المغول تعيش في صحاري شمال شرق القارة الآسيوية كصحراء جوبي وتكلامكان على تخوم منشوريا. وأهم القبائل التي كانت تحت قيادة المغول هي القبائل التترية. والتي تعود في أصولها إلى العرق التركي وتشترك مع المغول بالثقافة والأصول البدوية. هذا ما سبب خلط الكثير من المؤرخين العرب والأجانب بين المغول والتتار. فالتتار جزء من الدولة المغولية إلا أن الأصول العرقية واللغوية تختلف. بالرغم من أن أصل المغول أيضًا يعود لمناطق وسط آسيا إلا أنهم ليسوا ترك كما التتار.

المغول قبل السقوط

اشتهر المغول بكثرة القتال الداخلي والغزو فيما بين القبائل. وبالنظر إلى ثقافتهم البدوية والرعوية فهم رعاة على المستوى الاقتصادي. وغزاة على المستوى السياسي، ومن أشرس المقاتلين على المستوى التاريخي. فهذا ما فرضته حياتهم البدوية والرعوية للحفاظ على أماكن الرعي وقطعان المواشي. بالإضافة إلى وجوب استكشاف أماكن رعي جديدة دائمًا.

عرفوا أيضًا بالفروسية واشتهروا بالرماية من على ظهر الخيل. ولذلك يمكن القول بأنهم هي جيش في حالة سكون مؤقتة. وبقي المغول قبائل تتقاتل فيما بينها قرونًا طويلة. إلى أن جاء القائد المغولي جنكيز خان في بداية القرن الثالث عشر ميلادية. لكي يوحد القبائل المغولية تحت راية دولة موحدة سياسيًا في عام 1206 ولأول مرة في تاريخ المغول.

بعد وفاة جنكيز خان عام 1227 ميلادية، بدأ أولاده ومن ثم أحفاده بتداول الحكم فيما بينهم بحسب نظام انتخابي خاص بهم. وبدأت ملامح تفكك الإمبراطورية بعد وفاة الخان مونكو في العام 1259 ميلادية. فقد ترك القائد هولاكو بلاد الشام عائدًا إلى بلاد فارس لكي يحضر انتخاب الخان الجديد. مما كان أحد أسباب هزيمة الجيش المغولي في فلسطين على يد المماليك في معركة عين جالوت عام 1260 ميلادية.

كما أن الحرب الأهلية التي وقعت بين قوبلاي خان وعريق بوكه بعد موت الخان مونكو. كانت سببًا أيضا في ضعف الدولة وتفككها وذلك بتاريخ 1261 ميلادية. وانتهت الحرب الأهلية لصالح قوبلاي خان الذي استطاع أن يعيد توحيد الدولة. ولكن بعد وفاته عام 1294 ميلادية تفككت إمبراطوريتهم إلى دول أو ما سمي بخانات تتقاتل فيما بينها. وقد بقيت أخرها حتى العام 1334 تقريبًا.

معركة عين جالوت

حدثت معركة عين جالوت بين الجيش المغولي بقيادة القائد كتبغا. وبين الجيش المملوكي بقيادة سيف الدين قطز في العام 1260 ميلادية/ 658 هجرية. وذلك على أرض فلسطين في سهل عين جالوت القريب من مدينة بيسان. وانتهت المعركة بانتصار كبير للمسلمين على جيوش المغول، وقتل كتبغا قائد الجيش المغولي.

وكانت نتائج الانتصار في المعركة أن استطاع المماليك تحرير كامل بلاد الشام من الاحتلال المغولي. وإعادة ترتيب ولايات الشام، كما حاول قطز مصالحة الأيوبيين بأن أعاد لهم بعض المدن لكي تكون تحت حكمهم. وبالتالي فقد تم كسر شوكة المغول في المنطقة وأصبحت دولة المماليك هي الدولة المسيطرة على المنطقة العربية وهي الناطقة باسم المسلمين. كما أن هزيمة المغول على يد المسلمين أثرت بشكل أو أخر في دخول المغول الإسلام.

دخولهم الإسلام

يعد بركة خان أول من أسلم من قادة المغول وهو رئيس ما يسمى القبيلة الذهبية. إذ أن دخول المغول للإسلام بدأ بشكل أكبر بعد سيطرة المغول على الكثير من حواضر ومدن الملسمين وتأثرهم بالثقافة الإسلامية. وقد كانت معركة عين جالوت أحد الأسباب التي جعلت الكثير من المغول ينظرون إلى الإسلام بشكل أو آخر.

كم سنة دامت إمبراطورية المغول؟

استمرت الامبراطورية المغولية منذ العام 1206 إلى غاية العام 1294 ميلادية. أي منذ أن ترأس جنكيز خان الحكم ولغاية موت قوبلاي خان. وقد كانت معركة عين جالوت أحد الأسباب التي ساهمت في نهاية تمدد هذه الإمبراطورية. وقد حكم المماليك مصر منذ العام 1250 ميلادية وحتى عام 1517. وبلاد الشام منذ العام 1260 بعد الانتصار في معركة عين جالوت وحتى العام 1517. أي عند هزيمتهم على يد العثامنيين.

يجب الإشارة هنا إلى أن سلالات المغول والتتار حكموا بغداد منذ عام 1258 ولغاية 1508 عندما استطاع الصفويين احتلالها.

أبرز قادتهم
  • جنكيز خان 1206-1227، مؤسس الإمبراطورية المغولية الذي دارت حول وفاته الشكوك. فالبعض يقول بأنه مات بدون سبب والبعض يقول بأنه مات بسبب الوقوع عن ظهر فرسه.
  • أوقطاي خان 1229-1241، أول حاكم للإمبراطورية بعد جنكيز خان. استطاع أن يوسع سيطرته باتجاه الصين ووسط آسيا.
  • مونكو خان 1251-1259، استطاع في فترة حكمه السيطرة على مدينة موسكو. وإخضاع دول كين في الصين.
  • قوبلاي خان 1260-1294، يعتبر مؤسس سلالة يوان في الصين وأحد أباطرة الصين.
  • بركة خان 1257-1266، زعيم القبلية الذهبية وكان أحد حلفاء الظاهر بيبرس. ويعد أحد أسباب دخول المغول إلى الإسلام بعد أن أعتنق الإسلام.
  • هولاكو 1217-1265: مات بشكل طبيعي وشهدت وفاته تضحية بشرية بحسب بعض المؤرخين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى