وطنيات

الملازم أول محمود حسن عبدالباري.. قاد سريته حتى الموت ورفض إخلاء موقعه

أسماء صبحي

الملازم أول محمود حسن عبدالباري، قائد فصيلة من الكتيبة 163 صاعقة بحرب أكتوبر 73. تخرج عام 1973 من الكلية الحربية، ثم التحق بسلاح الصاعقة. وهو سلاح ابن عمه الشهيد الرائد غريب عبدالتواب أيضاً، الذي نصحه بالتقدم لسلاح آخر. وبعد إصراره على ذلك طلب منه غريب أن يتوزع كلاهما على سرية غير سرية الأخر . فهما أبناء أسرة واحدة وقد تقتضي العمليات العسكرية استشهادهما. بينما تعمل التقاليد العسكرية على التصرف في هذه الأمور الإنسانية ما أمكن ذلك.

وفي الصاعقة كانت الأيام الأولى والقصيرة لها عالماً سحرياً للضابط الشاب. حيث وجد فيه مجالاً لتحقيق وطنيته العالية وروحه الشابة متدفقة الحيوية والنشاط والأمل.

كان محمود أحد أبطال الرماية فى الجيش، وقد حقق فيها المركز الأول على سريته. كما سبق أن اختارته قيادته العسكرية للعديد من العمليات الهامة خلف خطوط العدو الإسرائيلى. قام بها بنجاح مذهل، وكان له تقديره من رؤسائه وقياداته.

مهمته في حرب أكتوبر

لم تلبس طاحونة حرب أكتوبر 1973 أن دارت رحاها الدامية فى الجو والبر والبحر على غير توقع. وكانت قيادة الصاعقة قد عينت فى بداية الحرب الشهيد الشاب قائد فصيلة لسرية الشهيد محمود منصور. وكانت مهمته المحددة والخطيرة فى آن واحد هي (تعطيل احتياطي مدرعات العدو حتى لايتمكن من الوصول إلى النقاط الحصينة لجنودنا).

كانت أخبار الاستشهاد في سلاح الصاعقة تزف قصصاً أسطورية من البطولة. ورجولة اختيار الموت إعلاءً للثأر من هزيمة يونيو1967 المحزنة. كما كان للتسابق على حماية الأرض والوطن والعرض أخباراً يومية في هذا السلاح المصري. الذي شارك في إعادة كتابة تاريخ الجندية المصرية بالفخار والنور. ولم يلبث أن تهادى خبر استشهاد نقيب الصاعقة غريب عبدالتواب إلى ابن عمه الشاب محمود حسن عبدالباري. وكان للخبر دوياً داخلياً هائلاً، فجر داخله كل الرغبة في الاستشهاد والثأر فهو قدوته العسكرية والوطنية والأسرية الكبرى.

استشهاد الملازم أول محمود حسن عبدالباري

وصادف ذلك تكليف قيادته العسكرية بالصاعقة له بطلعة استطلاعية جديدة خلف خطوط العدو. والتي كانت قد فقدت صوابها وجن جنونها من مواجهة الجحيم مع أبطال مصر القادمين من أوجاع وآلام الثأر، والطالبين لشرف الاستشهاد. كما تضمن الأمر العسكرى تعطيل احتياطى مدرعات العدو حتى لاتصل للنقاط الحصينة.

وأثناء المواجهة والبطل على رأس سريته طالته طلقات غادرة وفجائية. لتصيب كتفه بإصابات بالغة وتدفقت دماؤه بغزارة. لكنه أصدر أوامره لجنوده بالاستمرار، كما قاوم بكل قوة رجاء هؤلاء الجنود في أن يترك موقعه إلى موقع أخر. وظل جسده ينزف حتى استشهد على أرض المعركة راضياً مرضياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى