حوارات و تقارير

حكاية أول قاضية عرفية في الصعيد.. درست الإعلام و أوقفت سلسال الدم

دعاء رحيل

صفاء عسران فتاة نشأت خلف هدفها حتى تمكت من تحقيقه، وأصبح اسمها محفورا فى كل محافظات الصعيد، حتى أصبحت صفاء عسران أول قاضية عرفية تشارك في حل الخصومة الثأرية، وقامت بتأسيس مبادرة «درع التسامح»، تحت شعار «صعيد بلا ثأر»، وبدلاً من تقديم الكفن الذى تعده العائلات إهانة، أصبح حمل «درع التسامح» بمثابة شرف، خاصة مع دعم الدولة بأكثر من مؤسسة لأول قاضية عرفية من الصعيد.

أول قضية عرفية في الصعيد

وفي هذا الصدد قالت صفاء عسران أنها بنت من محافظة قنا، لم تختار القضايا الثأرية دون تجربة، بل حضرت جلسة عرفية عام 2013 في دشنا، فكانت البداية وبعدها قررت أن تهتم  بهذا المجال، ثم بدأ تدخلي في القصص قبل أن تصل للدم، وحالياً أي خصومة ثأرية أتدخل فيها وليس في قنا فحسب ولكن في كل محافظات مصر، معظم القضاة العرفيين الرجال يعرفونني، ورغم أنه جرت العادة بحل المشكلات داخل النطاق الذى نعيش فيه، أنا خرجت لكل محافظات مصر.

وأضافت أول قاضية عرفية في البداية كنت أتعرض إلى الانتقادات الشديدة وكانت عبارة عن نظرات فقط، استغراب واستهجان من قبل الرجال داخل الجلسات العرفية، «كيف أن تقوم بنت وسط 10 آلاف راجل ومن الصعيد وقاعدة كده؟»، أنا رد فعلى لا أنظر أصلاً للتعليقات السلبية، أنا بنت بـ100 رجل، لأنى من وجهة نظري أقوم بشىء صحيح ولا فتاة قبلي استطاعت القيام به، والآن أغلب الناس سعيدة بالمبادرة لأن كل عائلة في الصعيد فيها ثأر، والمبادرة طوق نجاة لكل عائلات الصعيد، وعند نجاحها توقفت الانتقادات.

وقف سلسال الدم

وتابعت أول قاضية عرفية، قريتى بقنا لا تدخل البنات المرحلة الثانوية، فكان صعباً للغاية، ولكنى كنت مؤمنة بنفسى، فقررت أن أسجل فى الثانوى العام دون علم أهلى، وبالفعل تمكنت من استكمال تعليمى ودرست الإعلام وانتهيت من تمهيدى ماجستير، وغيرت كالعادة نظرة أهل بيتي وقريتي والمركز كله لتعليم الفتيات، وبعدما كان التعليم ممنوعاً على البنات، أصبح هناك سعى من قبل الأسر لتعليم بناتهم، الجميع يحتفى بي وأشعر بانتصار.

 

واختتمت عسران حديثها قائلة، الصلح الذى نقوم به هو وقف سلسال الدم، بحماية أسرة القاتل وتوعية أسرة المقتول، مشكلة الصعيد أنه لو شخص قتل آخر، الثأر يؤخذ من شقيقه أو ابن عمه وليس هو، وبالتالى يقتل ظلماً، ونحن نذهب للشقيق أو ابن العم وهو من يجب أن يقدم الكفن، ولكن معظم الأسر تعتبره إهانة، لذا استبدلته فى المبادرة التى أسستها بـ«درع التسامح»، وحث الأسر على تقديمه وتقبله لأنه مقدم من الدولة وتحت رعايتها وإشرافها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى