البابا كيرلس الخامس.. ساند الثورة العرابية في النضال ضد الاحتلال الإنجليزي
أسماء صبحي
البابا كيرلس الخامس، قد لا يعرفه الجيل الحالي، ولا السابق وربما الأسبق. ولكن في التذكرة عبرة وعظة ووفاء واستحضارًا لنماذج طيبة وتجارب عظيمة. في زمن اتسعت فيه مساحات القبح وتبددت فية معاني الوطنية والانتماء.
دعم البابا كيرلس الخامس لثورة عرابي
كان البابا كيرلس الخامس شخصية فريدة تجمع المهابة والوقار والحزم، إلى جانب الزهد والورع. شارك بإيجابية فى كل الأحداث الخطيرة التى تعرضت لها مصر خلال عمره، وساند ثورة عرابي. وكان فى مقدمة الذين وقعوا عريضة خلع الخديو توفيق الذي استعان بالإنجليز لضرب ثورة عرابى. وعندما حاول الإنجليز إجهاض الثورة والتلويح بحماية الأقباط، رد عليهم كيرلس الخامس إن المصريين شعب واحد وحمايته موكولة لله وحده.
حافظ على استقلال الكنيسة وعلى طابعها الوطني. وعاند الإتجاه الإصلاحي الذي كان يقوده بطرس غالي باشا مدعوما من الاحتلال الإنجليزى.
مواقفه الوطنية
عندما زاره اللورد كيتشر فى دار البطريركية، رفض كيرلس الخامس مقابلته. وقال للحاجب إخبر اللورد أنني لا أقابل أحداً بدون موعد. وعندما طلب منه فؤاد الأول أن يبارك وزارة زيور باشا كما بارك من قبل وزارة سعد باشا. قال له كيرلس الخامس: “البركة لا تمنح باليمين لتسلب باليسار”.
في كتاب “المسلمون والأقباط” لـ طارق البشري، يقول: “كان في موضع التجلة والاحترام بين المصريين جميعاً. وكان رجال الحركة الوطنية ينظرون إليه بكثير من الامتنان”.
بعد هزيمة عرابي ونهاية ثورته التي كانت أول ثورة مصرية في العصر الحديث. شكل العرابيون ومنهم العقاد وكيرلس الخامس جبهة للدفاع عنها من الثورة المضادة التي حاولت تشوية الثورة وتشوية قائدها نفسه. وكان نصيب كيرلس الخامس من هذه المعركة التى دامت بالنسبة له 10 سنوات من نهاية الثورة. استصدار أمر بتجريده ونفيه 1892 إلى دير البراموس بوادي النطرون، حيث توفى هناك في 17 أغسطس 1927.