تاريخ ومزاراتحوارات و تقاريرقبائل و عائلات

التتار والمغول.. قبائل عبدت الكواكب والشمس وهاجموا بلاد المسلمين

أميرة جادو

هم مجموعة من القبائل المتحدثة للغة التركية، والتي يصل عدد أفرادها إلى حوالي خمسة ملايين في نهاية القرن العشرين، وقد تواجدوا في غرب وسط روسيا، وكان الظهور الأول للتتار والمغول كقبائل تنقلت كثيراً، واستقرت في شمال شرق منغوليا والمنطقة المحيطة ببحيرة بايكال في القرن الخامس عشر، وقد أصبحت هذه القبائل من جيوش المغول الفاتح جنكيز خان ودمجت معهم، وأصبح هؤلاء الغزاة المغول معروفين لدى الأوروبيين على أنهم التتار.

من هم المغول؟

هم قبائل عبدت الكواكب والشمس، وقد شيد قائدهم جنكيز خان إمبراطورية امتدت من بلاد الصين شرقاً إلى بحر قزوين غرباً، واعتبروا من القبائل التي دمرت العالم الإسلامي عندما بدأت غاراتها في عام 1219م، وهاجموا بلاد السلطان خورزم شاه وبقية البلدان وذبحوا، ونهبوا فيها، وسببو الفزع والرعب للناس.

الفرق بين التتار والمغول

والفرق بينهم يعود إلى الأصل، فالمغول يرجع أصلهم إلى صحراء جوبي في الصين، أما التتار فهم أكثر عمومية وشمولية، حيث إنهم يشكلون مجموعة من قبائل الترك، والمغول، والإيفور والسلاجقة، وشعب التتار يتّصفون بحبهم للسلب والنهب، أما نظامهم فهو قبلي، وهم يطيعون رؤسائهم، ويأكلون لحوم الحيوانات بما فيها الكلاب، وتعرف ديانتهم باسم الشمامانية، وهناك روايات تقول أنهم إخوان.

تاريخ التتار والمغول

قد سيطر المغول زمن حكم جينكيز خان، والتتار في زمن حكم تيمورلينك، وبعد أن انفصلت الإمبراطورية التي أسسها القائد جنكيز خان، أصبح التتار جزءاً من المغول الذين شملوا معظم روسيا الأوروبية، وأطلق عليه الحشد الذهبي.

تفكك هذا الحشد في أواخر القرن الرابع عشر بسبب الانقسامات الداخلية والضغوطات التي تعرض لها إلى ما يعرف بخانات التتار، في قازان، وأستراخان على نهر الفولغا، وسيبير في غرب سيبيريا، وقد احتلتهم روسيا، وشبه جزيرة القرم التي أصبحت جزءاً من الأتراك العثمانيين إلى أن أخذتها روسيا عام 1783.

وقد تتطور التتار في هذه الخانات تطوراً اجتماعياً كبيراً، ويوصف بأنّه معقداً، حيث كان لنبلائهم مراكز عسكرية ومدنية في العصر الروسي، وكان لهم فئات من كبار التجار، واعتمد اقتصادهم بشكلٍ كبير على الزراعة، والأعمال الحرفية، وقد أصبح لهم مكانة مفضلة لدى الإمبراطورية الروسية في القرنين الثامن والتاسع عشر، ولا يزال ما يقارب 1.5 مليون من التتار يعيشون في منطقة الفولغا والأورال، ومليونين منهم يعيشون في كازاخستان وآسيا الوسطى.

 سبب اجتياح المغول لبلاد المسلمين

طمع أحد ولاة ثغور ممكلة خوارزم شاه بأموال جاء بها تجار المغول إلى واحد من هذه الثغور في سنة 615هـ، كما قام بالاستيلاء على بضاعتهم وبيعها وقتلهم، وعندما علم جينكيزخان بذلك أرسل رسولاً يطلب من خوارزم شاه أن يسلمه الوالي، فما كان من الأخير إلا أن قام بقتل هذا الرسول، وجمع جيشه وقام بمهاجمة حدود التركستان التي تلي مملكته، بهدف مقاتلة القوة الحامية هناك من جيش المغول.

ولكن الحدود لم يكن فيها سوى عدد قليل من النساء والأطفال لأنّ جنكيزخان وجنوده كان في مهمةٍ داخل الإمبراطورية، وعندما أدرك خوارزم خطأه أمر بإجلاء السكان من المناطق القريبة من الحدود، والتي كانت تتميز بأنها أراضي خصبة، فهجرها سكانها، وتركوها، مما سهّل الطريق أمام المغول الغزاة لأن يهاجموا مملكته.

وعنما علم جينكيز بأمر الهجوم أعدّ جيشه، وعبر نهر جيحون واجتاز الحدود، ووصل إلى مدينة بخارى التي لم تقوى على مواجهته، فدخل المغول إليه وقاموا بعمليات السلب والنهب والذبح، وواصلوا طريقهم نحو معسكر خوارزم شاه الذي فرّ وتحصّن في قلعةٍ على جزيرة وسط بحر قزوين إلى أن توفي، وكانت هذه بدايةً لبسط المغول سيطرتهم على بلاد فارس، وقد توسعت إمبراطورية جينكيز خان إلى أن توفي سنة 624هـ، ولكنه قبل موته قسّم إمبراطوريته على أبناءه الأربعة الذين أكملوا مسيرة الهجمات والغزو على الإمارات الفارسيّة ووصلوا إلى العراق وبلاد الشام ومصر.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى