قمة بريكس: بوابة روسيا لكسر محاولات العزل الغربية وفوائدها لمصر
كتبت: شيماء طه
في ظل التوترات المتصاعدة بين روسيا والدول الغربية.. برزت قمة بريكس كأحد المحافل الدولية التي تسعى موسكو من خلالها إلى تعزيز علاقاتها الدولية وكسر محاولات العزل التي تقودها بعض القوى الغربية.
تُعد قمة بريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، منبرًا مهمًا لتعزيز التعاون الإقتصادي والسياسي بين دولها الأعضاء، خاصة في مواجهة الضغوط الإقتصادية والعقوبات المفروضة على روسيا.
وفي ظل هذه الديناميكيات، تستفيد مصر أيضًا من إنخراطها المحتمل في أنشطة هذه المجموعة.
بريكس أداة لتعزيز التعاون الإقتصادي
تعمل روسيا من خلال قمة بريكس على تعزيز التعاون مع الدول الأعضاء في مجالات متعددة مثل التجارة، والإستثمار، والطاقة.
وتعتبر هذه الشراكات أساسية بالنسبة لموسكو، خاصة مع تزايد عزلة الإقتصاد الروسي نتيجة للعقوبات الغربية المفروضة بسبب الأزمة الأوكرانية.
تُوفر القمة فرصة لروسيا لإعادة توجيه تجارتها نحو الأسواق الآسيوية والأفريقية، بعيدًا عن الإعتماد التقليدي على الأسواق الأوروبية.
ويعد تعزيز التعاون مع الصين والهند، وهما من أكبر الإقتصاديات العالمية، إستراتيجية حيوية بالنسبة لروسيا. لتقليل تأثير العقوبات الغربية على اقتصادها.
الدور الروسي في مجموعة بريكس
تسعى موسكو من خلال بريكس إلى تقوية التحالفات الجيوسياسية مع الدول الأعضاء، التي تتمتع بوجهات نظر متنوعة حول النظام العالمي.
وتروج روسيا لفكرة التعددية في مواجهة النظام الأحادي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكيةوحلفاؤها.
من هذا المنطلق، تدعم روسيا تعزيز الأطر المؤسسية داخل بريكس لتصبح المجموعة أكثر تأثيرًا على الساحة الدولية.
ومن جهة أخرى، تستغل روسيا المنتدى لتعزيز دورها في النظام المالي العالمي بعيدًا عن هيمنة الدولار الأمريكي. إذ تقترح نظامًا بديلًا للمدفوعات المالية بديلاً عن “سويفت”.
الفوائد المحتملة لمصر من قمة بريكس
مع إنضمام مصر إلى مجموعة بريكس كداعم رئيسي للشراكات متعددة الأطراف، يمكن أن تستفيد البلاد بشكل كبير من هذه الديناميكيات.
كما يمكن لمصر الإستفادة من فرص الاستثمار والتجارة مع الدول الأعضاء في بريكس، مما يسهم في تعزيز اقتصادها الوطني، خاصة تعميق التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا مع الأعضاء في المجموعة يُساعد مصر في تحقيق الأهداف التنموية وزيادة القدرة التنافسية.
كما أن تعزيز الروابط الإقتصادية مع الصين وروسيا سيتيح لمصر فرصًا جديدة لدعم مشاريعها الكبرى مثل مشروع قناة السويس. وكذلك مشروعات البنية التحتية.
قمة قازان الفرصة لكسر العزلة
بينما إنعقاد قمة بريكس في مدينة قازان الروسية يمثل فرصة هامة لموسكو لعرض نفوذها العالمي ، تشكل هذه القمة مناسبة لروسيا لإستعراض التزامها بالتعاون مع الشركاء الدوليين رغم العقوبات والتوترات مع الغرب.
من خلال استضافة القمة، تعطي روسيا رسالة واضحة بأن لديها تحالفات قوية ومتينة تمكنها من الاستمرار في الساحة الدولية، مهما كانت محاولات العزل الغربي.
مستقبل بريكس ودور روسيا
تلعب روسيا دورًا محوريًا في مجموعة بريكس، ليس فقط كمؤسس للمجموعة، ولكن أيضًا كقوة دافعة نحو تعزيز التعاون بين الأعضاء.
وتعتبر موسكو أن المجموعة لديها إمكانيات كبيرة للنمو وتوسيع نفوذها على الساحة العالمية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المتغيرة.
مع استمرار الضغوط الغربية، ترى روسيا أن مستقبل بريكس يتجه نحو تعميق التكامل الاقتصادي وتوسيع التعاون في مجالات التكنولوجيا والطاقة، خاصة مع تزايد أهمية موارد الطاقة العالمية والتطورات التكنولوجية.
إن وجود الهند والصين كشريكين أساسيين في المجموعة يتيح لروسيا فرصة لتنويع اقتصادها وتطوير علاقات اقتصادية جديدة.
وتمثل قمة بريكس بوابة مهمة لروسيا للتواصل مع العالم وكسر العزلة وفرض بعض الدول الغربية. ومن خلال توثيق العلاقات مع الدول الأعضاء في المجموعة وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي. تسعى موسكو إلى بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب يحترم مصالح الدول النامية ليمنح دورًا أكبر في صياغة السياسات الدولية.
وبالنسبة لمصر، توفر قمة بريكس فرصة فريدة لتعزيز موقعها على الساحة الدولية، مما يعزز من دورها كحلقة وصل بين أفريقيا وآسيا، ويساهم في تحقيق أهدافها التنموية والاستراتيجية.
كما يؤكد محمد العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن مصر لديها رؤية واضحة وناضجة خلال مشاركتها في قمة بريكس، مما يعزز من موقفها كداعم رئيسي لتحقيق التكامل بين الدول الأعضاء.