“التاميل”.. قبائل غير منزوعة السلاح حاربت سيرلانكا وطورت مدن الهند

أميرة جادو

اشتهرت قبائل التاميل بعدة أسماء منها، تاميلر “”Tamilar وتاميزر  “Thamizhar”، تعود أصولها إلى الدرافيديين، ولغتهم الأصلية هي اللغة التاميلية وموطنهم الأصلي هو ولاية نادو في كلاً من دولة الهند وسيريلانكا، كما أنهم يتواجدون في عدد ليس قليل من دول العالم.

أين تعيش قبائل التاميل

يبلغ عددهم حوالي 76 مليون نسمة، ويعود تاريخ تلك القبائل إلى ألفي عام، وتم تصنيفم على أنها أقدم وأكبر مجموعة لغوية عرقية في العصر الحديث، منذ بداية القرن الرابع قبل الميلاد وإلى الآن.

تتواجد قبائل التاميل في مجموعة من دول قارة أسيا، منها:

• الهند يتواجدون بشكل أكبر في ولاية تاميل نادو الهندية، ويشكلون نسبة 9% من تعداد الهند السكاني.
• سيريلانكا يمثلون 15% من التعداد السكاني بها.
• موريشيوس يمثلون 6% من التعداد السكاني بها.
• ماليزيا يمثلون 7% من التعداد السكاني بها.
• سنغافورة يمثلون 5% من التعداد السكاني بها.

لغة قبائل التاميل

تعتبر اللغة التاميلية أحد أقدم اللغات الكلاسيكية، حيث يرجع تاريخها إلى سنة 300 قبل الميلاد.

مملكة جافنا السيريلانكية

كانت في إحدى الفترات من أقوى الممالك في دولة سريلانكا، والتي كانت في ذلك الوقت تحكمها قبائل التاميل، كما أمكنهم السيطرة على مساحات شاسعة من شمال جزيرة سيريلانكا، أو كما يطلق عليها دمعة الهند.

قبائل التاميل وتطوير مدن الهند

يشهد تاريخ الهند على مساهمة قبائل التاميل في ازدهار وتطور المدن الواقعة في جنوب الهند، والتي أدت أنشطتها التجارية الواسعة على طول السواحل الشرقية والغربية للمحيط الهندي، إلى نشأة عدد من المدن المتحضرة.

أشهرها كيرالا والتي يصفها أهلها وزورها بخيرات الله في أرضه، حيث ساعد اهتمامهم بالغابات بالمحافظة على الطبيعة الخلابة فيها، بالإضافة إلى تاميل نادو، شيراس وشولا وبانديا وبلافاس الذى كان بينهم صراعات تاريخية قديما لمحاولة للسيطرة على الحكم.

مشاكل التاميل السياسية مع سريلانكا

تنتمي هذه القبائل ضمن القبائل غير منزوعة السلاح، لكن لديهم حلم وهدف وهو الانفصال بالحكم الذاتي عن سريلانكا، لوجود صراعات بينهم وبين قبائل السنهالية، كما أن لديه شكوى دائمة من الحكومة السريلانكية في إهمال حقوقهم فيما يخص التعليم والصحة بالإضافة إلى فرص العمل.

ونتج عن إعلان الحرب على الحكومة السريلانكية مجموعة منتمية إلى القبائل التاميلية تدعى نمور التاميل، للمطالبة بحقهم في الاستقلال، وسقط بسببه مجموعة كبيرة من الضحايا.

قبائل التاميل والنشاط التجاري

توصل علماء الآثار إلى قطع أثرية توضح، النشاط التجاري الضخم الذي قامت به قبائل التاميل في جنوب الهند، وتمكنهم  من السيطرة على التجارة الإقليمية في جميع أرجاء ساحل المحيط الهندي.

فتم اكتشاف وجود نشاط تجاري واسع ومباشر بين القبائل التاميلية والرومان في الجزء الجنوبي من الهند، ويذكر التاريخ إرسال بانديا سفيرين للإمبراطور أغسطس بشكل مباشر في روما.

ديانة قبائل التاميل

معظمهم يدينون بالهندوسية، لكن عدد غير قليل منهم وبالأخص سكان الريف لهم دين يسمى درافيديًا.. والذي أدى بالتبعية لوجود عدد غير قليل من المعبودات لديهم، لكن بعضهم يدين بالمسيحية والبعض الآخر يؤمن بالإسلام.

الطعام عند قبائل التاميل

يتنوع الأصناف لديهم، حيث يجمع بين الأنواع النباتية وأخرى غير نباتية، كما يتميز بكثرة استخدام التوابل فيها.

حضارة قبائل التاميل

لقب المؤرخ مايكل وود على الحضارة التاميلية، بأنها أخر الحضارات من النوع الكلاسيكي المتبقي على الأرض. حيث استطاع التامليون المحافظة على مجموعة من العناصر الهامة من تاريخهم. وخاصة المتعلقة بالهندسة المعمارية والأدب والموسيقى والديانة رغم ظهور تحديات العولمة.

وتعتبر قبائل التاميل من القبائل الفريدة ذات الحضارة القديمة الضاربة جذورها في عمق التاريخ. والتي اهتمت بالأخلاق فوق كل شيء، ووفرة الفنون الراقية التي تساعد على تهذيب النفس والروح.