حوارات و تقارير

المرأة السعودية والنهضة الثقافية في رؤية 2030

أسماء صبحي- جاءت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لتشكل نقطة تحول شاملة في كافة المجالات وعلى رأسها تمكين المرأة السعودية. حيث أولت القيادة السعودية اهتمامًا كبيرًا لدورها في التنمية الوطنية. واعتبرت مشاركتها الفاعلة ضرورة لتحقيق الأهداف الكبرى للرؤية.

وقد وضعت الرؤية تمكين المرأة في صميم برامجها، ليس فقط في سوق العمل. بل أيضًا في الثقافة والفنون، والتعليم، والرياضة، والإعلام، وغيرها من المجالات الحيوية.

المرأة السعودية في المشهد الثقافي الجديد

أحد أبرز أوجه النهضة في السعودية خلال السنوات الأخيرة كان الانفتاح الثقافي الذي رافقته نقلة نوعية في حضور المرأة في المشهد الثقافي والفني. حيث شاركت في مهرجانات الأفلام، ومعارض الكتاب، والأنشطة المسرحية. كما برزت ككاتبة وشاعرة وفنانة تشكيلية ومخرجة وموسيقية.

ولم تكن هذه المشاركة رمزية، بل جاءت مدفوعة بإرادة سياسية واضحة لتمكين المرأة من التعبير عن ذاتها وهويتها. والإسهام في صناعة الوعي الثقافي السعودي المعاصر.

التحولات القانونية والاجتماعية

واكب التوسع الثقافي في السعودية سلسلة من الإصلاحات التشريعية التي منحت المرأة حقوقًا أوسع في حرية التنقل، وقيادة السيارة، والسفر دون إذن، والمشاركة في الحياة العامة، والعمل في مختلف القطاعات.

كما أطلقت العديد من المبادرات الحكومية التي تستهدف دعم المرأة في القطاعات الإبداعية. مثل تأسيس الجمعيات الثقافية النسائية، برامج دعم المبدعات، وحاضنات للأعمال الفنية.

نماذج نسائية ملهمة

برزت في السنوات الأخيرة أسماء نسائية لامعة ساهمت في نقل صورة جديدة عن المرأة السعودية للعالم. مثل:

  • هيفاء المنصور، أول مخرجة سعودية تعرض أفلامها في مهرجانات دولية.
  • د. ريم الفهيد، باحثة ومفكرة ساهمت في صياغة خطاب ثقافي نسوي متوازن.
  • أسماء أبو اليزيد، فنانة تشكيلية جسدت في أعمالها قضايا المرأة السعودية.
  • الشاعرات والموسيقيات الشابات اللواتي دخلن المجال بقوة، خاصة في ظل دعم هيئة الأدب والفنون.

لم تعد هذه النماذج استثناءً، بل أصبحت جزءًا من تيار ثقافي صاعد يعكس تحولات الهوية السعودية الحديثة.

الثقافة كجسر للتواصل الدولي

في إطار رؤية 2030، تعد الثقافة أداة دبلوماسية ناعمة، وقد استفادت المرأة السعودية من هذه الرؤية لتقديم تجربتها إلى العالم. كما شاركت المبدعات السعوديات في المعارض الدولية، وشاركن في منصات الحوار العالمية. مما عزز صورة المملكة كبلد منفتح وحاضن للتنوع والإبداع وكسر الصور النمطية عن المرأة في الخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى