عادات و تقاليد

“الشاي” مشروب الطبقة العليا.. و منع تقديمه على المقهى المصرية

أميرة جادو

أرتبط المصريين بشكل كبير مع المقاهي المنتشرة في شوارع وميادين المحروسة، حيث يجتمعون يرون العديد من القصص والحكاوي، التي يستلهمونها من جلساتها المتعددة، وتختلف ثقافتهم باختلاف زوراها، فهي ذات طابع مختلف وتاريخ خاص، حيث تشهد على أحداث سياسية وثقافية واجتماعية مهمة في تاريخ البلد، وبخاصة في التاريخ الحديث، ومنذ انتشارها خلال القرن الثامن عشر، أصبحت جزءًا ومكانًا شبه مألوف لدى المصريون وكأنها بيتهم الثاني.

والمقاهي أو كما يطلق عليها “القهاوي” بالعامية المصرية، هي أماكن  مخصصة لشرب القهوة، وفي اللغة اللاتينية  أطلق عليها “كافيه” للدلالة على المكان الذي تشرب فيه المشروبات، مثل الزنجبيل والقرفة والينسون، فيما كان الشاي، أكثر ما يرتبط به الناس في المقهى، وهو أحد المشروبات صاحبة الشعبية الكبيرة على المقاهى المصرية وحتى داخل البيوت المصرية.

ويعتبر الشاي من المشروبات القديمة والشعبية عند المصرين، وعرفه البشر منذ قرون طويلة، إلا أنه وجد في مصر لأول مرة  أثناء الحرب العالمية الأولي 1914-1918م بناء علي أرشيف الصحف المصرية التي نادت بمنع الفلاحين البسطاء والمواطنين البسطاء من شربه، وعدم استيراده بحجة تأثيره على الفلاحين.

مشروب الطبقة العليا

وكان الشاي مشروب الطبقة الرفيعة في المجتمع، ولم ينتشر في مصر إلا خلال الحرب العالمية الأولى 1914-1918م، وبعد انتشاره بكثرة فى مصر صدر قرار من الحكومة بمنع استيراد الشاى الأسود وذلك لأن له أضرار على الفلاحيين الذين يقومون بشرابة أكثر من مرة في اليوم ولكن سرعان ما تم استيراده مرة أخرى.

وفي أكتوبر 1932م، نشرت صحيفة المقطم القريبة من سلطة الاحتلال البريطاني آنذاك، حواراً مع وكيل وزارة الزراعة بمصر أجراه الصحفى كريم ثابت أحد الصحفيين المؤسسين لصحيفة المصرى، تحت عنوان “خطر أسود يهدد الفلاحين ..أثر الشاي الأسود في صحة الفلاحين وقواهم” ، حيث يظهر الحوار تاريخ دخول الشاى لمصر بالإحصائيات والأرقام الموثقة.

أوضح صاحب العزة جلال بك فهيم وكيل الزراعة للمقطم والذي بدأ بمقولة الروائي الفرنسي موريس ديكوبرا الذي زار مصر “إن أبرز ما استوقف نظرى فى مصر هو اجتهاد الفلاح المصرى ونشاطه وتجلده في العمل”، مؤكدًا أنه رغم دخول الشاي للبلاد في عام 1911م إلا أن المواطن المصرى البسيط لم يكن يعرفه أو يقربه فقد كان خاصا بطبقة الأمراء والأعيان والإقطاعيين يتعاطونه فى قصورهم، وجلسات السمر فيما بينهم، حتى نشبت الحرب العالمية الأولي 1914م وقامت بريطانيا المحتلة للبلاد آنذاك بإرسال مجموعة من الفلاحين ليكونوا عمالا فى أوروبا لتتحول حياة الفلاح رأسا على عقب بعد مجيئه ومشاركته فى الحرب العالمية الأولى حيث عرف الفلاح الشاى وأدمنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى