شمال سيناء – محمود حسن الشوربجي
بدأت أمس الثلاثاء، «الأربعينية» العرايشية أو الأربعين السيناوية تزامنًا مع بدء فصل الشتاء فلكيًا، الفصل المعروف عنه بانخفاض حاد في درجات الحرارة وفرص الأمطار الغزيرة والرعدية أحيانًا، لكن أهالي سيناء تستعد لقدومه بكل الوسائل المتوارثة أبرزها تخزين السلع الغذائية وتجهيز مواقد النار، وإنشاء بيت الشعر وغيرها، ولعل أبرز تراث مازال مستمرًا حتى الآن هو «الكانون» وهو تراث أصيل يتوارثه الأجيال.
قال شعبان قنديل الفضالي، الباحث في الشأن السيناوي، لـ «صوت القبائل العربية» أنه بالأمس الثلاثاء كانت بداية «الأربعينية» عند أهل سيناء، وهي الأربعين يومًا الأولى في فصل الشتاء تبدأ من 21 ديسمبر وتنتهي في 31 يناير.
أضاف «الفضالي» أن من الأمثلة الشعبية في هذا الشأن قديمًا والتي كانوا يرددونها هي: «يا شمس تحرق يا مطر تغرق»، لافتًا إلى أن فترة الأربعينية تتميز بالبرد الشديد، مما تؤثر على حركة السير، وتجعل الناس يخلدون للسكينة والراحة في بيوتهم، ولا يخرجون إلا لقضاء الأعمال الضرورية.
أشار «الفضالي» أن فصل الشتاء فلكيًا ينتهي في 20 مارس، وخلال هذه الفترة يستعد الأهالي في سيناء من كل عام بتخزين المؤونة والوقود من الحطب والفحم. ويستمتع أهالي سيناء بإشعال نار الكانون والإلتفاف حوله وتناول مشروبات دافئة مثل الشاي والحلبة والمرمرية والنعناع والسحلب وتناول بعض الأكلات مثل العدس والكشري وشوي البطاطا وقحمشة العيش العرايشي في جو عائلي تسوده الألفة والمحبة.
تابع «الفضالي» أن أهالي سيناء يستعدون للشتاء في كل عام بالكانون، وهو موقد النار يُستخدم للتدفئة وأغراض طهي الطعام وغيره، لافتًا إلى أنه يصنع بطرق مختلفة من الحديد الصلب إما مستطيل أو دائري، وهو المعروف بـ «المنقد» في المحافظات الأخرى؛ وقديمًا كان يُصنع من الحجر أو الطين في مكان واحد وثابت، ثم تطور فأصبح يُصنع من الحديد، وهو مزود بـ4 أرجل يستند عليها، ومَمْسَكين من الجانبين لنقله من مكان إلى آخر، وفي الآونة تطورت صناعته في الشكل والحجم والمواد المستخدمة، ولا يوجد حجم ثابت أو شكل ثابت له، لكنه تراث سيناوي أصيل.
وأضاف «الفضالى» أن «الكانون» فى الأساس يُستخدم لتدفئة الجو والتغلب على برد الشتاء القارس، بالإضافة لتسخين بعض المشروبات والخبز وبعض المأكولات الأخرى. مشيرًا إلى أنه يستخدمه الغني والفقير، فالجميع يلتفون حوله من أجل التدفئة والسمر والقصص والمغامرات.