الانتصار بعد الانكسار.. معركة السبت الحزين التي أربكت صفوف العدو الإسرائيلي

أسماء صبحي
كان التنافس الرائع بين الجيشين الثاني والثالث بالقوات المسلحة المصرية، حافزاً لأن يطلب قائد الجيش الثاني اللواء عبد المنعم خليل من قواته أن تحضر أسرى معها لأن الجيش الثالث يتفوق عليهم في عدد الأسرى، وتم التخطيط لعملية كبيرة يقوم بتنفيذها مجموعة من الصاعقة وأخرى من المشاة.
مجموعة المعركة
وتم تشكيل مجموعتين من القوات المسلحة للقيام بعملية تكبد الإسرائيليين خسائر فادحة ( من الصاعقة و المشاة )، عبرت المجموعتان منتصف ليلة 29/30 مايو، وكانت مجموعة الصاعقة من الكتيبة 83 مكونة من 10 صف ضابط وجندي بقيادة ملازم عبد الحميد خليفة، وملازم محمد التميمي، وكانت مجموعة المشاة من اللواء 135 مشاة مكونة من 21 فرد بقيادة النقيب شعبان حلاوة.
وكان كمين الصاعقة قد تمركز في منطقة شمال مدينة القنطرة، بينما تمركز كمين المشاة في جنوب رأس العش، واتخذ الأفراد مواقعهم مستفيدين من طبيعة الأرض مع الإخفاء والتمويه الجيد، وفي العاشرة صباح اليوم التالي علموا من خلال عناصر الاستطلاع و المراقبة المصرية أن هناك قول إسرائيلي متجه من القنطرة شمالاً إلى رأس العش، وهو مكون من 4 دبابات و4 مدرعات.
تدمير القول الإسرائيلي
وصدرت الأوامر لكمين الصاعقة بألا يشتبك مع القول وهو متحرك شمالاً، وإنما ينتظره وهو في طريق عودته، بينما صدرت الأوامر لكمين المشاة بالاشتباك مع القول، وبالفعل مر القول أمام كمين الصاعقة و لم يكتشفهم.
ووصل القول الساعة 11 صباحاً، فقابله كمين المشاة بالهجوم المفاجئ فقتل وجرح كل من في القول إلا شاويش واحد كان يحاول الفرار تم أسره و عادت الدورية سريعاً إلى الغرب لأن موقعاً إسرائيلياً قريباً بدأ قصفاً شديداً على موقع الدورية، بالإضافة إلى وصول طيران العدو، مما اضطر أفراد المجموعة إلى الاحتماء والاختباء في السواتر والحفر.
وفي السابعة مساءً، وصل كل أفراد المجموعة سالمين ومعهم شاويش المظلات الأسير، وأعاد العدو تنظيم القول للعودة، وفي السابعة مساءً كان القول مكون من 3 عربات مدرعة محملة بجنود المظلات، ووصل أمام كمين الصاعقة وكانت المهمة الأولى ملقاة على عاتق رقيب يوسف عبد الله حامل أر.بي.جي الذي عليه أن يوقف العربة الأولى بأول قذيفة.
الخسائر الإسرائيلية
وعند التنفيذ طاشت أول قذيفة منه وكان هذا الخطأ من الممكن أن يؤدي إلى كشف موقع الكمين، فانطلق الرقيب يوسف مندفعًا حتى أصبح على مسافة 100 متر فقط من العربة الأولى وأطلق قذيفته الثانية من المواجهة فدمرها تماماً، وتبعه باقي أفراد الكمين بالهجوم على العربة الثانية والثالثة فقتل وجرح كل من فيها عدا الرقيب (يائير دورى تسيفى) الذي استسلم بعد مقاومة، إلا أنه أثناء العودة فر مرة أخرى محاوًلا الهروب لكن الجندي (خليفة متري ميخائيل) لحق به و دار بينهما قتال فردي بالأيدي استمات فيه الجندي خليفة حتى تمكن من السيطرة عليه والعودة به إلى الضفة الغربية.
وقد قام الملازم محمد التميمي بحمل الأسير وسبح به إلى الشط الاخر لقناة السويس، وبلغت خسائر إسرائيل في هذا اليوم 35 قتيلاً بخلاف الجرحى والأسرى، بينما ادعت إسرائيل أن قتلاها لم يزد عددهم عن 18 قتيلا، لكن بعدها ظل طيران العدو يقذف المنطقة كلها بالقنابل حتى 1000 رطل لمدة سبعة أيام، مما نتج عنه تدمير في طريق بورسعيد والترعة الحلوة وبعض المنشآت المدنية، لكن كانت الخسائر في الأفراد لا تذكر لحسن تجهيزهم للملاجئ و الحفر البرميلية التي قللت كثيراً من تأثير القنابل عليهم.



