عادات الطعام بالدول العربية في عيد الفطر.. من فالة العيد في قطر إلى الخنفروش في الإمارات

أميرة جادو
على الرغم من اختلاف العادات والتقاليد بين الدول العربية، إلا أن معظمها يجتمع حول مظاهر استقبال عيد الفطر المبارك، حيث تزين البيوت العربية بالكعك والحلويات في انتظار العيد، بعد شهر الصيام، ولكل بلد عربي بصمته الخاصة في طقوس الطعام والاحتفال، نستعرض أبرز هذه العادات في السطور التالية.
عادات الطعام بالدول العربية في عيد الفطر
كعك العيد في مصر.. عبق التاريخ والمذاق
تتميز العائلات المصرية بتحضير كعك العيد خلال الأيام الأخيرة من رمضان، حيث تنبعث رائحة الكعك من بيوت المصريين مع اقتراب انتهاء الشهر الكريم، حيث تتفنن السيدات المصريات في صنع الكعك والحلويات الأخرى لتقديمها للأقارب والأصدقاء احتفالاً بالعيد.
يتكون الكعك المصري من الدقيق والسمن واللبن والخميرة، مع حشوات من المكسرات أو الملبن أو العجوة (التمر المجفف)، بمقادير دقيقة متوارثة.
وترجع أصول كعك العيد في مصر إلى العصر الطولوني، حيث كانوا ينقشونه بقوالب مكتوب عليها “كل واشكر”، وازدهرت هذه العادة في عهد الإخشيديين لتصبح جزءاً من التراث المصري، خاصة في المناطق الشعبية، حيث تحرص الأمهات على تقديمه في صباح العيد.
الخنفروش والهريس.. نكهات العيد الإماراتي
في الإمارات، يحتل “الخنفروش” مكانة بارزة ضمن أطباق عيد الفطر التقليدية، وتبدأ مظاهر العيد بالخروج إلى مصليات العيد لترديد التكبيرات في الصباح الباكر، ثم يتبادل الأهل والأصدقاء التهاني.
كما يجتمع الجميع حول وجبات العيد الشعبية مثل “الهريس”، إلى جانب الحلوى العمانية والقهوة العربية، وسط أجواء أسرية حافلة بالترابط والتكافل، كما تقدم أنواع متعددة من التمور والحلويات المحلية التي تعكس غنى التراث الإماراتي.
البقلاوة والمقروض.. حلاوة العيد التونسي
في تونس، تتجه العائلات إلى إعداد أنواع محددة من الحلويات في عيد الفطر، مثل البقلاوة ذات الأصول التركية، والغريبة والمقروض، التي لا تخلو منها موائد العيد.
بعض العائلات تفضل إعداد “كعكة الورقة” ذات الطابع الأندلسي والمكونة أساسًا من اللوز.
أما في الجنوب التونسي، خاصة مدينة تطاوين، فتقبل الأسر على حلويات “قرن الغزال” المحشوة بالفواكه الجافة كاللوز والفستق، إلى جانب المقروض القيرواني الذي يتنوع بين مقروض بالعسل، وآخر بزيت الزيتون أو التمور والفواكه المجففة.
حلويات تقليدية تتوج العيد الجزائري
تتنافس ربات البيوت في الجزائر على تحضير أطباق وحلويات تقليدية خلال عيد الفطر.
تبدأ مظاهر العيد بأداء صلاة العيد وتبادل التهاني مع الأهل والجيران، حيث يتجمع الجميع لتناول القهوة مصحوبة بحلويات العيد الشهيرة.
بحكم اتساع الجزائر، تختلف الحلويات من منطقة لأخرى، لكن تظل “المقروط”، “الصامصة”، “التشاراك”، “الغريبية”، و”الشباكية” حاضرة بقوة على موائد العيد، حيث تعكس التنوع الغني للمطبخ الجزائري.
الدبيازة والمعمول.. نكهات سعودية أصيلة
في المملكة العربية السعودية، تختلف أطباق وحلويات العيد حسب المناطق، إلا أن “الدبيازة” تظل من أبرز الأطباق التقليدية، خاصة في المنطقة الغربية بمكة والمدينة وجدة.
كما تعتبر الدبيازة من الفواكه المجففة والمكسرات، وتقدم صباح العيد مع المعمول والغريبة، التي تحرص النساء على تحضيرها منزليًا.
أما في الرياض، فتشتهر الأسر بتحضير عصيدة التمر و”حلاوة السكر”، المصنوعة من الدقيق والسكر المعصد، إلى جانب “الحلاوة التركية” المكونة من الزبدة والدقيق والسكر والماء، والتي تعد من الحلويات الشعبية المميزة للعيد.
معمول وقهوة.. طقوس العيد الأردني
في الأردن، يعتبر المعمول بأنواعه من أبرز حلويات عيد الفطر، حيث تنشغل النساء بتحضير المعمول والغريبة وأقراص العيد التي تقدم للضيوف مع القهوة السادة.
كما أن في البادية الأردنية، لهم نوع خاص من الحلوى يعرف بـ”اللزازيات”، يصنع من الطحين والعسل الأبيض، ليضفي مذاقًا مميزًا على أجواء العيد.
فالة العيد.. كرم الضيافة القطري
وفي قطر، تشتهر البيوت بما يعرف بـ”الفالة” أو “الفوالة”، وهي عادة اجتماعية أصيلة تجسد كرم الضيافة.
والجدير بالذكر أن الفالة تقدم في صباح العيد للضيوف والمهنئين، وتضم تشكيلة من الأكلات التقليدية مثل القهوة الخليجية، الحلوى العمانية، البلاليط، اللقيمات، التمر، الخنفروش، القرص، الهريس، الثريد، والعصيدة، حيث تكتمل أجواء العيد بلمسة تراثية قطرية مميزة.