عادات و تقاليد

رمضان في البحرين أجواء روحانية وعادات متوارثة تعكس التراث الأصيل

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتجلى في الدول العربية عادات وتقاليد مميزة تميز كل دولة عن غيرها، وفي البحرين تأخذ الأجواء طابعًا خاصًا، حيث تحرص العائلات على زيارة الأكبر سنًا خلال الأسبوع الأول من الشهر الكريم في تعبير عن التقدير وصلة الرحم، كما تزدان موائد الإفطار بأطباق تقليدية لا غنى عنها، حيث يحرص الجميع على بدء الإفطار بصحن حساء دافئ إلى جانب التمر والقهوة العربية، فيما تتصدر المائدة أطباق الهريس الذي يتكون من القمح المغلي المهروس المخلوط باللحم، والثريد المكون من خبز مفتوت ولحم ومرق، إلى جانب اللقيمات والمكبوس الذي يعرف في بعض الدول بالكبسة، مما يجعل وجبة الإفطار في البحرين تجربة غنية بالنكهات التقليدية.

في أول أيام رمضان تعلو أصوات الأطفال بالأهازيج والأغاني الشعبية التي يعبرون بها عن فرحتهم بقدوم الشهر الكريم، ومن أشهر هذه الأهازيج قولهم “حياك الله يا رمضان يا بو الكرع والبيذجان”، بينما تكتسب ليلة رؤية الهلال أجواء احتفالية مميزة حيث يتجمع الناس على الشواطئ والمناطق المرتفعة لمتابعة الهلال وتسمى هذه الليلة بليلة الاستهلال التي تحمل معاني الحماس والترقب لاستقبال الشهر الفضيل.

أجواء المساجد والمجالس الرمضانية

يحافظ البحرينيون على تقليد حضور المجالس الرمضانية حيث يجتمع الرجال في المساجد أو في منازل الأثرياء للاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم، وبعد ختم التلاوة يقف خطيب المسجد لإلقاء المواعظ الدينية التي تعمق القيم الروحية، ثم يؤدي الجميع صلاة التراويح وسط أجواء إيمانية مميزة، فيما يحرص الأثرياء على تقديم المساعدات وتوزيع الطعام على الفقراء، مما يعكس روح التكافل الاجتماعي التي تميز المجتمع البحريني في رمضان.

حرفة صفار القدور والمسحراتي البحريني

من الحرف الشعبية القديمة التي كانت تزدهر في رمضان مهنة صفار القدور، حيث يجوب الصفار الأزقة وهو يردد بصوته الجهوري صفار القدور، ويعيد لهذه الأواني بريقها استعدادًا لاستخدامها في إعداد وجبات الإفطار والسحور، كما يضفي المسحراتي المعروف في البحرين باسم أبو طبلية أجواء خاصة خلال ليالي رمضان حيث يوقظ النائمين للسحور بطبلته وإيقاعاته المميزة التي تضفي على الشوارع طابعًا خاصًا.

الحلويات البحرينية في رمضان

تتفنن الأسر البحرينية في إعداد أشهى الحلويات التقليدية التي تعتبر جزءًا أساسيًا من الأجواء الرمضانية، حيث يعد الهريس والثريد من الأطباق الرئيسية، إلى جانب الحلويات مثل المحلبية والبلاليط التي تتكون من الشعيرية والسكر المضاف إليهما الهيل والزعفران، إضافة إلى الخبيص المصنوع من الطحين والزيت، واللقيمات المعروفة بلقمة القاضي، وحلوى الساقو الهندية التي تحمل نكهات مميزة، مما يجعل مائدة البحرينيين في رمضان غنية بالتقاليد والنكهات الأصيلة.

ألعاب رمضان القديمة وذكريات الماضي

من العادات الرمضانية التي كانت تملأ أجواء البحرين بالحماس لعبة الحرب أو الغزوة التي كانت تجمع أقوى وأشجع الأولاد في الفرق المختلفة، حيث يتسلح كل منهم بعصي أو بذنب سمكة اللخمة ويستعد لمواجهة الفريق الآخر، فيما يردد رئيس الفريق المستهدف نشيدًا حماسيًا لتحفيز جماعته على الدفاع عن أنفسهم، وكانت هذه الألعاب تضفي جوًا من الإثارة والتنافس بين الأطفال وتعزز روح الفريق بينهم.

ليلة القرقاعون احتفال شعبي ينتظره الأطفال

تعد ليلة القرقاعون من أهم المناسبات الرمضانية في البحرين، حيث تصادف ليلة الخامس عشر من رمضان، ويخرج الأطفال في جماعات يحملون معهم أكياسًا قماشية ويجوبون الأزقة والطرقات لجمع قرقاعون رمضان الذي يتكون من النقود والمكسرات، بينما يرددون النشيد الشهير قرقاعون عادت عليكم يا الصيام، مما يجعل هذه الليلة واحدة من أكثر اللحظات بهجة وسعادة خلال الشهر الفضيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى