فنون و ادبوطنيات
الشاعر “كابتن غزالي”.. أحد أبطال المقاومة الشعبية بمدينة السويس
أسماء صبحي
اشتهر بلقب “الكابتن” بين أوساط المثقفين والمحبين، وعاش مناضلاً ومكافحاً للاستعمار فترة الاحتلال وشاعراً يكتب الأغاني ومؤسس فرقة “أولاد الأرض”، وكتب القصائد الشعرية الشعبية التي لم تقف عند حد المعركة والبارود، ولا أحد ينسي له أغنية “أنا صاحي يا مصر” أو “هانحارب”، وكانت أغانيه دافعاً قوياً يساند الجنود في معاركهم، كما لا ننسي جميعا مقولته الشهيرة “الأغنية سلاح لا يقل عن المدفع أو الدبابة”.
من هو كابتن غزالي
هو البسيط الشاعر والفدائي والرياضي والرسام والخطاط، أسمر كما طمي هذه البلاد، بدأ يجمع رفاقه أبناء السويس الجدعان ليستقبل الجنود البواسل، يعالج جروحهم وقلبه يبكي، أما لسانه فانطلق شاعراً وملحناً ومغنياً وراقصاً وداعماً.
وكتب كلمات هذه القصيدة في معركة أكتوبر : “عضم ولادنا.. نلمه.. نلمه نسنه.. نسنه ونعمل منه مدافع وندافع ونجيب النصر هدية لمصر”، ووسط دوي القنابل والصواريخ كانت الأغنية الوطنية تنحت لنفسها موقعاً في ساحة المقاومة، “فات الكتير يا بلدنا.. ما بقاش إلا القليل.. احنا ولادك يا مصر..وعينكي السهرانين”، كلمات كان لها تأثير أقوي من تأثير الرصاص، تملأ قلوب الأبطال وعقولهم بشحنات معنوية تعينهم علي مواصلة القتال.
فالأبطال في ساحة المعركة يحملون أرواحهم علي أكفهم ببسالة وشهامة أبناء البلد، وفي المقابل كانت فرقة طأولاد الأرض” على الرصيف المقابل تتغني ببطولتهم وتمجد مقاومتهم وتبعث الأمل في صدور أهلهم وذويهم وتبشرهم بعودتهم إما منتصرين أو شهداء فداء لتراب الوطن.
دوره الوطني بعد النكسة
واستقر كابتن غزالي بمدينة السويس بعد النكسة ولم يغادرها ضمن التهجير الجماعي للمدينة وذلك لإحساسه بدوره الوطني نحو بلده، وساعد في جمع الجنود المشتتين والجرحي، وقام بإيصال الذخائر للجنود، وتطوع في المقاومة الشعبية للدفاع عن مدينة السويس.
ولشحذ الهمم وبث روح الأمل والتخلص من آثار الهزيمة، قام الكابتن غزالي بعمل الأمسيات الثقافية والفنية بمدينة السويس لتوعية الجماهير وأيضا لإعداد الجنود للعودة إلي سيناء لتحريرها وليوم النصر، وفي بداية الأمر سميت فرقة “أولاد الأرض” باسم فرقة “البطانية” وذلك لأنهم كانوا يفترشون “بطانية ميري” ويجلسون عليها ويعزفون ويغنون، وتوفي كابتن غزال في يوم 2 أبريل عام 2017.