لكل مثل حكاية.. قصة المثل الشعبي “بيدي لا بيد عمرو”
أسماء صبحي
تدور قصّه هذا المثل حول الزبّاء التى اعتلت عرش تدمر بعد قتل والدها على يد جذيمة الأبرش ملكِ الحِيرة؛ وذلك لتنافس المملكتين بشكلٍ دائم.
خدعة الزباء
تقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن الزباء أصرت بعد اعتلائها العرش على الأخذ بثأر والدها، فقامت بخدعةٍ صغيرةٍ للانتقام من القاتل. حيث أرسلت إلى جذيمة عارضة عليه الزواج بها بغرض توحيد المملكتين.
وأضافت حسين، أن جذيمة رحب بهذا العرض بعد موافقة مستشاريه بالاجماع ماعدا رجلًا واحدًا يُدعى: قصير بن سعد. إذ أحسّ أنّ في ذلك الطلب حيلةً ما، ولكن جذيمة لم يعطِ أهميّةً لرأيه. وأعد العدة للذهاب لتدمر، بعد أن ولّى مهام حكم الحيرة لابن أخته عمرو بن عديّ.
وتابعت: “كانت الزبّاء تعرف بفروسيتها وبمهارتها في فنون القتال. وعند وصول جذيمة إلى تدمر وجد الزبّاءَ بملابسها الحربيّة فقتلته وأخذت بثأر والدها”.
وأشارت حسين، إلى أن خبر خديعة الزبّاء وقتلِها لجذيمة وصل إلى عمرو فقرّر هو الآخر استخدام الحيلة في قتلها انتقامًا لخاله. واستعان بقصير بن سعد الذي كان يعرف بأنّه داهيةٌ ورجلٌ فطِنٌ وذكيّ. فخرج سعدٌ بحيلةٍ وهي أن يقوم رجال عمروٍ بقطع أنفه وجلدِه وتمزيقِ ملابسه؛ ليذهب إلى الزبّاء بتلك الهيئة مُدَّعيًا أنّ عمروً قد قام بذلك انتقامًا لخاله. لأنّ سعدًا هو مَن شجّعه على قبول طلب الزواج .
قصة المثل الشعبي
أوضحت أن سعد ذهب إلى الزبّاء بتلك الهيئة فآوته في قصرها، وبتلك الحيلة استطاع خلال إقامته التّعرف على مخارج القصر ومداخله وأبوابه السريّة. وفي يومٍ من الأيام طلب إلى الزبّاء الإذنَ له بالخروج إلى الحِيرة لجلب تجارةٍ كبيرةٍ له هناك.
واستطردت: “بعد فترة توجه سعد الى الحيرة بعد أن استأذن الزباء في الخروج لاحضار بضاعة له هناك واعداً لها بالعودة السريعة”.
وما إن وصل سعد بقافلته إلى ساحة قصر الزبّاء حتى خرج منها رجال عمرو، فحاولت الزبّاءُ الهرب من نفق سريٍّ للقصر ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺰﺑﺎﺀ ﻗﺪ ﺃﻋﺪﺕه ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﻬﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﻄﺮ. وهو عبارة عن ممر طويل متعرج وضعت فيه مرايا علي زواياه فلا يري عابره من بداخله وفي آخره حجرة مظلمة تجلس فيها. فإذا أقبل من يريد الفتك بها رأته هي دون أن يتمكن من بالخارج من رؤيتها فيكون لديها الوقت الكافي للتصرف قبل أن يتمكن من يتربصها من الفتك بها.
وبالفعل رأت عمرو هذا يقف بباب ممرها السري ولم يرها فأيقنت بهلاكها على يديه وﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ آت ﺑﻼ ﻣﺤﺎﻟﻪ. ﻭﻟﻢ ﺗﺮﺽ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻊ ﻓي ﺍلأﺳﺮ ﻟﻴﻔﻌﻞ ﺑﻬﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﻣﺎﻳﺮﻳﺪ ﻗﺒﻞ ﻗﺘﻠﻬﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺧﺎﺗﻢ ﻣﻸﺗﻪ ﺑﺎﺍﻟﺴﻢ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ؛ﻓﻮﺿﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻬﺎ ﻭﻣﺼﺖ ﺍﻟﺴﻢ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ (ﺑﻴﺪي لا ﺑﻴﺪ ﻋﻤﺮﻭ ). ﻓﺼﺎﺭﺕ تلك المقولة مثلا يقال لكلّ شخصٍ يفسد أموره وأملاكه بيده لا بيد عدوّه.