هو الفريق أول بحري “فؤاد محمد ذكري” من مواليد 17 /11/1923م، ويعد من أحد أبرز قادة البحرية المصرية في التاريخ الحديث، وهو الضابط البحري الوحيد في تاريخ العسكرية البحرية المصرية الذي وصل إلى رتبة فريق أول رسميًا وتم ترقيته شرفيًا إلى رتبة المشير.
شارك في جميع الحروب التي خاضتها مصر في العصر الحديث بدءًا من حرب فلسطين عام 1948م، العدوان الثلاثي عام 1956م، حرب الاستنزاف والأيام الستة عام 1967م، وهو المُخطط لتدمير المدمرة إيلات الإسرائيلية، وأخيرًا حرب أكتوبر عام 1973 التي قاد فيها القوات البحرية إلى الانتصار الكبير ومنح وسام نجمة الشرف العسكري.
بدأ ابن سيناء البطل الفريق بحري فؤاد ذكري حياته العملية العسكرية ملازما بحريا، وعمل في وحدات البحرية العائمة، ثم تولى قيادة قاعدة الإسكندرية البحرية وقيادة المدمرة القاهرة ثم المدمرة الظافرة، ثم قيادة لواء المدرعات في عام 1959م ثم رئيسًا لشعبة العمليات الحربية، وتولى قيادة القوات البحرية عقب هزيمة 1967م، فأعاد بناء القوات البحرية، ومن أهم وأروع إنجازاته التخطيط لمعارك الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973م.
ويُعد الفريق أول بحري فؤاد ذكري، هو أول قائد بحري مصري يقود أسطول البحرية المصرية في حرب حقيقية ويحقق انتصارا تاريخيا منذ عصر إبراهيم باشا الذي كان يُطلق عليه في حينه لقب “أمير البحار”، وهو صاحب الضربة البحرية الأولى في حرب أكتوبر التي أذهلت الخبراء العسكريين في العالم كله، وكانت إشارة النصر في حرب أكتوبر بعد أن حاصر مضيق باب المندب، وكذلك نجح في تضييق الخناق على الملاحة الإسرائيلية في البحر المتوسط مما أجبر القيادة الإسرائيلية على إصدار تعليماتها لسفنها بالابتعاد عن ساحة المعركة، وهو ما جعل إسرائيل لا تنا ، وأفشل ودّمر وأوقف أسطولها البحري، وجعل إسرائيل محاصرة بحريًا وحرمها من الإمدادات نهائيًا طوال حرب أكتوبر وذلك بتفتيش وحصار ومنع جميع السفن المارة في البحر الأحمر والمتوسط حتى لقب عن جدارة واستحقاق بلقب “أسد البحار”.
ويُعد أيضًا القائد الوحيد في تاريخ العسكرية العالمية الذي ترك قيادة جيشه وقواته وابتعد عنها عقب أدائه لواجبه الوطني، وهو أحد القادة الخمسة الكبار في حرب أكتوبر الذين صدر بشأنهم قانون من مجلس الشعب المصري بأن يظلوا في خدمة القوات المسلحة مدى الحياة، ولكنه فضّل ترك منصبه لغيره وأصّر وطلب ذلك عدة مرات رسميًّا من الرئيس السادات، ولكنه كان يرفض إلى أن وافق على ذلك وأصدر له قرارًا بتعيينه مستشار القوات البحرية بدرجة وزير.
وحصل “ذكري” على العديد من الأوسمة والنياشين نظرًا لكفاءته وإنجازاته الكبيرة.
وتُوفي البطل بتاريخ 26/1/1983م عن عمر يناهز 59 عامًا بأحد مستشفيات لندن بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
الإسرائيليون يقولون عنه
قال الكاتب الإسرائيلي “زئيف” في كتابه “زلزال في أكتوبر”:
“فور تلقي قاعدة إيلات بلاغًا من ربان سفينة تم اعتراضها عند باب المندب، تم إخطار الحكومة المصغرة برئاسة (جولدا مائير) وصدرت الأوامر فورًا بوقف ملاحة السفن الإسرائيلية نهائيًا في البحر الأحمر، وبذلك أغلق ميناء إيلات طوال فترة عمليات أكتوبر وحُرمت إسرائيل من النقل البحري بنسبة 100 % في البحر الأحمر ليتم حرمانها من السلع والأسلحة والذخيرة والبترول وغير ذلك، وتم تضييق الخناق على الملاحة الإسرائيلية في البحر المتوسط؛ حيث تمركزت المدمرات المصرية في المنطقة ما بين مالطة والموانئ الليبية للتعرض للنقل البحري الإسرائيلي، وانتشرت الغواصات بين جزيرة قبرص على الساحل الشمالي بسيناء لمهاجمة السفن المتجهة للموانئ الإسرائيلية، وأيضًا صدرت تعليمات إسرائيلية لسفنها باللجوء إلى موانئ أخرى في البحر المتوسط وعدم التوجه للموانئ الإسرائيلية لحين إشعار آخر، وبذلك انخفضت حركة النقل البحري للموانئ الإسرائيلية في هذا البحر إلى 20% عن معدلها الطبيعي”.