وطنيات

مفاخر النصر..اللواء أ.ح سمير زين العابدين وحش المدفعية

لكل حرب قادة ولكل نصر صانعوه.. واللواء أ.ح سمير زين العابدين،  قائد لسرية بالكتيبة 305 مدفعية ميدان ضمن اللواء العاشر مشاة ميكانيكي، أحد الأبطال الذين صنعوا نصر أكتوبر وكتب اسمه بحروف من نور في سجلات الشر

 

يسرد اللواء زين العابدين يوميات الحرب قائلا «صدرت الأوامر باحتلال مواقع العمليات، فتحركت وحدتي من الهايكستب إلى القنطرة غرب يوم السبت 29 سبتمبر 1973، ولحقتها بعد يومين بعد أن تم إيقاف الدورة الدراسية التي كنت أتلقاها بمدرسة المدفعية

 

وأضاف اللواء سمير زين العابدين «لم نكن نعلم بموعد الحرب، إلا أن تعليمات بدأت تصدر يوم الخميس 4 أكتوبر بإجراءات سيتم اتخاذها يوم السبت 6 أكتوبر، لفتت انتباهي، منها أن افراد الشرطة العسكرية سوف يرتدون شارة الذراع في وضع مقلوب، ومع ذلك لم نعرف بتوقيت الحرب رسميا إلا في الحادية عشرة صباح يوم 6 أكتوب

 

وتابع «كنت قائدا لسرية بالكتيبة 305 مدفعية ميدان ضمن اللواء العاشر مشاة ميكانيكي مسلحين بالهاوتزر 122 مم (M- 30) وجاء إلى موقعي قائد الكتيبة ليراجع معي خطة التمهيد النيراني ويخبرني بتوقيت بدايته

 

واستطرد «ثارت في داخلي مشاعر الحماس فجمعت ضباطي وجنودي لأخبرهم بأنها قد حانت، تلك اللحظة التي انتظرناها طويلا، لحظة استرداد الكرامة والشرف، فأهلنا وشعبنا ينظرون إلينا الآن، وعلينا أن نثبت لهم أننا رجال بحق، ولم يقل حماسهم عن حماسي، ولكني طالبتهم بالهدوء للحفاظ على السرية، ثم راجعت معهم مهامهم، وطلبت منهم الإفطار، وانطلقنا جميعا إلى مواقعنا تربطنا وسائل الاتصال المختلفة، وأخذت موقعي فوق تبة الحرش الصناعية المشرفة على قناة السويس، وأمام أهدافي التي سأقوم بتدميرها بعد 3 ساعات

 

ويتابع «ثلاث ساعات مرت بتثاقل شديد، إلى أن رأينا طائراتنا لأول مرة تطير فوق رؤوسنا تعبر القناة إلى داخل سيناء قبل الثانية بدقائق قليلة. صار الجميع يقفز في الهواء، لم نكن نصدق أنه يحدث، وانطلقت التكبيرات والتهليلات، طلبت من الجميع العودة لأماكنهم، وفي الثانية و5 دقائق بدأنا ندك حصون العدو واحتياطياته القريبة بالنيران، وكان صوت انطلاق المدفعية وانفجاراتها يملأ الجبهة بكاملها، والنيران كثيفة بدرجة تجعل تمييز نيرانك من نيران غيرك عملية صعبة، فأمرت موقع النيران أن يطلق دانة دخان وسط ما يطلق من دانات شديدة الانفجار لأميز نيراني، وأستطيع تدقيقها وتصحيحها، فكانت المفاجأة أن كثيرا من القادة أصدروا نفس الأمر، ورأيت الكثير من دانات الدخان تنفجر أمامي في مواقع مختلفة، فأمرت بحبس النيران دقيقة، وأيضا لم تفلح حيلتي، فقد فعل مثلي الكثير، فأسلمت أمري لله، فأهدافي تضرب بنيران كثيفة وهو المطلوب

 

ويضيف بطل المدفعية: «بعد الضربة الجوية الأولى والتمهيد النيراني للمدفعية تم إنزال قوارب قوات المرحلة الأولى لاقتحام النقاط الحصينة، ثم بدأ اقتحام دفاعات القوات الإسرائيلية في القطاع من شمال جزيرة البلاح حتى الكاب واقتحام نقطة حصينة لمعاونة أعمال قتال قطاع بور سعيد، وبعد 10 دقائق من العبور تم الاستيلاء على أول نقطة حصينة على مستوى الجبهة وهي القنطرة واحد، وبعد 50 دقيقة من العبور تم الاستيلاء على 6 نقاط وبقيت النقطة الحصينة القنطرة 3 – بلدية القنطرة – محاصرة حتى يوم السابع من أكتوبر 1973 ليتم الاستيلاء عليها قبل آخر ضوء يوم السابع من أكتوبر، وبنهاية اليوم الأول للقتال تم الاستيلاء على جميع النقاط الحصينة وإحكام الحصار حول مدينة القنطرة والاستيلاء على رأس كوبري بعمق حتى 6 كيلو مترات وصدّ اختراق القوات الإسرائيلية. وفي السابع من أكتوبر تم تدمير 37 دبابة إسرائيلية وتوسيع رأس كوبري الفرقة بعمق 9 كيلو مترات وتدمير القوات الإسرائيلية في النقطة الحصينة القنطرة 3 وتحرير مدينة القنطرة شرق كاملا

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى